إضراب الثمانية أيام ( 28 جانفي - 04 فيفري 1957 ) وانعكاساته على مسار الثورة الجزائرية

Résumé: تعتـبر فـترة الثورة الجزائريـة أهم المراحل التاريخية للجزائر، باعتبارها المرحلة التـي أوصلـت الجـزائـر للاستقلال و تـأسيـس الدولـة الجزائريـة المستقلـة، و قـد تميـزت الثورة الجزائريــة بعدة أحـداث منذ بدايتهـا، و كـانت السلطـات الفرنسيـة تغطي علـى هذه الأحداث لكـي لا تقـع ضجـة مـن ورائهـا خوفــا مـن أن تصبـح القضيـة قضية رأي عـام و قـد نجحت السلطات الفرنسية في إخفائها حقيقة ما كان يجري في الجزائر لفترة زمنية معتبرة نظرا لعدة اعتبارات، حيـث أن الترسانـة الإعلاميـة التـي كانت تمتلكها السلطات الفرنسية غطت على الأحداث التي كانت في الجزائر، و حورت الأخبار المهمة لتصب في صالحها دون أن تخدم جبهة التحرير الوطني، التي طالما اعتبرتها السلطات الفرنسية مجموعة من المتمردين على السلطـة الفرنسيـة لـن تتعدى عمليـاتهم التـي كـانت تستهدف القـوات العسكرية الفرنسيـة مدة قصيـرة لتختفـي و تقضـي عليهـا القـوات الفرنسيـة، و لكـن لم تستطع السلطات الفرنسية أن تقضي على الجبهة و قادتها لتستمر الثورة و تستمر القوات الفرنسية في محاصرتها. و لكـن رغـم السيـاسـة الفرنسيـة و الأساليب التي أتبعتها السلطات الفرنسية لتحطيم جبهة التحرير الوطني، إلا أن هـذه الأخيرة استطاعت أن تستمر و تنظم الإضراب التاريخي الذي يعـرف بإضـراب الثمـانيـة أيـام من 28 جانفي إلى 4 فيفري 1957، حيث كـان لهـذا الحدث الصدى الواسع بين السكـان الجزائريين الذيـن استجابوا لنداء الجبهـة بنسبة معتبرة، و يمكـن اعتبار الإضـراب نقطـة تحـول بـارزة فـي مسـار الثـورة التحريريـة، حيث أوصـل القضية الجزائريـة لهيئـة الأمـم المتحـدة، و لعل القادة كانوا يخططون لتكون أيام الإضراب متزامنة مـع الدورة الحـاديـة عشـر لهيئـة الأمـم المتحـدة، و هذا التقارب في المدة الزمنية للإضراب و اجتماع الهيئـة هـو الـذي أعطـى للإضـراب ذلك الصدى الكبير و بالتالي ساهم في تدويل القضية الجزائرية

Publié dans la revue: