التمويـــل الإسلامي كأسلوب لمواجهة الأزمات المالية في ظل العولمة

Résumé: الأزمة المالية ليست ظاهرة جديدة، بل تبين التسجيلات التاريخية والإحصائيات تعرض النظام الرأسمالي لأزمات مالية منذ بدايته وبشكل متكرر وعلى مستويات مختلفة، إلا أن النصف الثاني من القرن العشرين ونتيجة للعولمة المالية شهد تسارعا لهذه الأزمات حيث تكون أكثر حدة مما سبقتها وأكثر كلفة على الأداء الاقتصادي. لكن أزمة الرهن العقاري الأخيرة التي شهدها العالم في 2008 تميزت بأنها الأكبر في التاريخ المعاصر، والتي نتجت عن أكبر فقاعة ائتمانية في التاريخ حيث استطاع الجهاز المصرفي الرأسمالي إيقاع طبقة المقترضين في فخ التعامل معه بغض النظر عن مدى إمكانية توفر القدرة المالية لتلك الطبقة على تسديد قروضها.وبالمقابل فان الجهاز المصرفي الإسلامي من خلال اعتماده على قاعدة "المشاركة تولد العائد" الذي قد يكون ربحا أو خسارة والمؤدية إلى إيجاد اقتصاد حقيقي له أركانه ومؤسساته وأشخاصه في الحياة الاقتصادية،وضع صيغ استثمارية متنوعة يكون لها دور في إدارة الأزمات، ولعل الاهتمام الكبير من طرف الدول الغربية لصيغ التمويل الإسلامي والدعوة لتطبيقها في المؤسسات المصرفية الدولية إلا دليل على ذلك. وعلى ضوء ما سبق ذكره، جاءت هذه الورقة البحثية لمعالجة الإشكالية التالية: هل يمكن الاعتماد على التمويل الإسلامي في معالجة الأزمات المالية وتفادي حدوثها؟

Publié dans la revue: مجلة المؤشر للدراسات الاقتصادية