المرجعية الفكرية للممارسات الطّبية الشّعبية بالجزائر و الأديان

Résumé: نهدف من خلال هذ العمل إلى التّطرق لموضوع الممارسات الطّبية الشّعبية ذات المرجعية الفكرية الدّينية بالجزائر . و بكون الموضوع له أهمية على كلّ المستويات ، سوءا المحلّية أو الوطنية ، ونظرا لإقبال الواسع على الظّاهرة ، و ما تمثله من أهمية في فهم الفكر الشّعبي لتسهيل التّطبيق الأمثل للبرامج الوطنية الصّحية سوءا الوقائية أو العلاجية. فإنّ هذا النّوع من الممارسات، يكشف عن العديد من ملامح الثّقافة الشّعبية، ويوضح بعملية مبسطة، وسهلة بعض جوانب السّلوك الفردي و الجماعي تجاه الظاهرة، بدون اصطدام بالفكر الثّقافي الشّعبي ورد الفعل السلوكي للمجتمع. و ما الفجوات الفكرية بين الأجيال ،إلا دليل على تباين المرجعية الفكرية لهذه الممارسات الطّبية ، و التي تعتبر وثيق الصّلة بالمعتقدات التي يلعب الإرث الاجتماعي من عادات وتقاليد الدّور الرّئيس فيها ، إذ الميول إلى استعمال النّبات و الأعشاب الطّبية المذكورة في الدّيانات ، يسايرها تقبّل باطمئنان و راحة بال من غير معارضة مثل : ( الحبّة السّوداء – الكافور - الزّيتون – التّين –التّمر- الزّنجبيل – السّدر – الرّمان ...الخ) فمن حديث أم سلمة عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام والسام: الموت. كما روى البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. قلت وما السام؟ قال: الموت.[1] و نفس السّياق بالنّسبة في التّعامل مع الحيوان إذ برز تقديسه تارة و نبده تارة أخرى بشكل أوضح،.كــ( الكلب - القط الأسود - الجنزير- البوم - الإبل - الحصان...الخ ) أضف إلى ذلك جوانب أخرى كالمعادن ( الفضّة – الذهب – الحديد... ) و ممارسات عديدة كالكي و الحجامة و إطلاق البخور .... . كقوله سبحانه و تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ ) سورة البقرة/173 - و قوله (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ )

Publié dans la revue: مجلة أنثروبولوجية الأديان