جماليات التشكيل السردي والأسلوبي في مقامات الحريري المقامة البصرية أنموذجا

Résumé: بعد دراستنا للمقامة البصرية للحريري يمكننا القول بأن : المقامة فن من الفنون النثرية المتميزة بمحتواها و إطارها . كما أن المقامة هي ثمرة تيارين في الأدب العربي تيار أدب الحرمان و التسول و تيار أدب الصنعة و هذين التيارين يعدان مصدر لنشأة و ظهور فن المقامة . الهدف الذي ترمي إليه المقامة هو هدف تعليمي قبل كل شيء و القصص فيها وسيلة و المعلومات فيها مختلفة منها ما هو علمي و منها ما هو لغوي ومنها ما هو تاريخي . أما عدد مقامات الحريري فقد بلغت خمسين مقامة، و هذا ما أكدته العديد من المصادر . في حين أسند الحريري رواية مقالته إلى الحارث بن همام و هو اسم خيالي و بطلها أبو زيد السروجي من أهل الكدية . الموضوعات التي بنى عليها الحريري مقامته هي كتلك التي اختارها البديع من نقد والحوار أدبي، و إرشاد و جدل . تعتبر المقامة لدى الحريري سجل حافل بأحوال مجتمعها كما يمكن إعتبارها من الوثائق التاريخية التي تعطينا فكرة صريحة عن الحياة الاجتماعية في زمانها و أحوال عصرهما. أسلوب مقامة الحريري ، أبدع فنونا ، و أبرع خيالا ، و ألطف فكاهة ، و أكثر أمثالا. مقامة الحريري أكثر إيغالا في التشجيع و التعقيد . مع العلم أن المقامات الحريرية قد سارت على نهج المقامات الهمذانية، و التزمت أسلوبها، لأنها كانت منهجا و طريقة عامة في كتابة المقامات، و قد وضع الحريري نصب عينه و قد قام بمحاكتها و تقليدها، و قد لاحظنا عموما تسير على نسق واحد لم تتغير منذ وضعها، و غايتها أدبية تعليمية ، كما تهدف إلى إظهار البراعة الأدبية و المقدرة الفنية الفذة . و مجمل القول أن المقامات الحريرية كانت و مازالت تمثل تراثا أدبيا زاخرا بمختلف العلوم الأدبية و اللغوية، و هي جزء من تراثنا الأدبي ، وضعها الهمداني و كانت البداية معه ليأتي الكثير من الأدباء بعده ليكتبوا على طريقته، و كان الحريري واحد من هؤلاء الأدباء الذين نهجوا نهج الهمداني، وساروا على طريقته .

Publié dans la revue: