دلالة العنوان في النص الروائي الجزائري- مقاربة سيميائية-

Résumé: تعدّ "سيميائية العنونة أو التترولوجيا أو النص الموازي" من القضايا النقدية المهمّة التي خاض فيها النقاد المحدثون، ولعلّ العنوان يؤدّي دورا أساسيا في فهم المعاني العميقة للعمل الأدبي خاصة- المقدّم للمتلقي- ومن هنا كان الاهتمام به أمرا حتميا لأنّه أوّل عتبات النص التي يمكن من خلالها الولوج إلى معالم النص واكتشاف كنهه،ومن ثم تقديم رؤية حداثية نقدية مؤسسة على منهج ،ومنطلقات نظرية تسهم في كشف معالم النص الخفية وتقديمه للمتلقي على شكل قراءة نقدية لهذا العمل الأدبي.والرسالة التي أروم الدفاع عنها تحاول فك شفرات العنوان ،وتتحرى عن مكامنه الدلالية و دهاليزه العلاماتية وما يواري من أبعاد و أفكار مختلفة، يشدهم الانسجام المحكم و النسيج المحبوك بين : العنوان و عتبات النص ومتن النص .ولقد طبقنا في هذه الأطروحة مناهج مختلفة - المنهج السيميائي و السردي و المناصي- لفهم و فضح و فك شفرات عناوين روايات جزائرية حديثة و معاصرة، خصصناها كعينات بحثية ،ومن تلكم الروايات المخصوصة بالبحث : روايات عبد الحميد بن هدوقة (نهاية أمس ، بان الصبح ،غدا يوم جديد) و روايات الطاهر وطار (الحوات و القصر،عرس بغل ،الشمعة و الدهاليز) و روايتا الحبيب السائح(تماسخت_ دم النسيان_، زهوة ) ، و روايات أحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد ، فوضى الحواس ، عابر سرير) .ولقد استطعنا بعد تسخير هذه المناهج و بعد تحليل دلالات العناوين المختلفة للروايات المخصوصة بالبحث و الدراسة و التنقيب ؛استخلاص نتائج مهمة ، نجملها في نقاط دقيقة ،وهي : أن الاعتباط الدلالي غير وارد بين عناوين هذه الروايات و نصوصها ، و أن العنوان من منظور تكويني يمكّننا من فهم إيديولوجية المؤلف والظروف التي كتب فيها الرواية،و استخلصنا أن التضايف والتلاقح الحاصل بين العنوان و عتبات النص مهم جدا لفهم متن النص، واستنتجنا أنه لا مناص أن يُبرم عقد بين كاتب الرواية و الفنان راسم عتبات الرواية بما في ذلك شكل و لون العنوان ، لفهم دلالات العتبات النصية عموما و العنوان خصوصا و فهم علاقة العتبات النصية مع النص الروائي.

Publié dans la revue: