التحليل الصوتي وارتباطه بالسياق القرآني في سورة مريم

Résumé: ممّا لا شكَّ فيه أنَّ التنظير وحده غير كافٍ لفهم آليّة التحليل اللغويّ؛ لذا ت عَُدُّ البحوث التطبيقيّة بحوثا تعليميّة توضح للدارس طرائق البحث المتناول بالدراسة، وقدر تعلّق الأمر بالدراسة الصوتيّة ودلالة الأصوات نرى أنَّ الدراسات الصوتيّة القديمة قد اعتمدت الذائقة اللغويّة لمفردات بعينها ومناسبتها السياق دون الأخذ بنظر الاعتبار بقيّة الأصوات في النصّ، أما الدراسات الحديثة فتعتمد الإحصاء والنسب المئويّة التي تعطي صورة كاملة ودقيقة عن الأصوات ودلالاتها في النص فضلا عمّا تلعبه الأصوات من دور رئيس في اكتمال ال نّظام التّواصلي بين أفراد المجتمع البشري، وقامت دراستنا على محاور ثلاثة: صفات الأصوات، ومخارجها، والمقطع الصوتي، وحاولنا إظهار أثر ذلك في السياق، وعالجنا كيفيّة ربطَ دلالة الأصوات والمقاطع الصوتيّة عدداً أو نوعاً بالسياق، وكشفنا عن عدم تعارض أي مستوى من مست ويات التحليل مع غيره ولاسيّما حين يكون النصّ في قمّة البلاغة والبيان، وكيف لا وهو نصٌّ قرآني معجز؟ تناولنا نصّاً قرآنيّاً انطلاقاً من مبدأ نزول القرآن نزولا صوتيّا، وحاولنا الكشف عن ارتباط دلالة الأصوات والمقاطع الصوتيّة كمّاً أو نوعاً بالسياق، معتمدين في ذلك على الإحصاء الدقيق والنسب المئويّة التي بُنيّ عليها التحليل؛ لأنّّا الأدق في نظرنا من الأعداد، فهي مقياس يعطي صورة واضحة لا تعطيها الأرقام؛ نظرا لاختلاف طول الآيات، ومن ثَََّ عدد الأصوات فيها، ويرينا النظر في سورة مريم وآياتها من خلال فواصلها، أو مقاطعها الصوتيّة، أو أصواتها مطابقة ذلك لفحواها، لا على مستوى الآيات منفردة بل على مستوى مجموعات السورة التي تتحدث عن مواضيع مختلفة فيها، وبعد أن وجدنا تشابها كبيرا في كثير من المصادر والمراجع التي اطلعنا عليها ككتب التفسير، والبحوث اللغويّة التي تناولت)سورة مريم( بالدراسة والتحليل من حيث النظر في السورة، وما تتحدث عنه كل جزئية منها استطعنا أن نجمع أغلب تلك الآراء، ونضعها في مخطط واحد، يعطي فكرة عامة عن السورة وما تتحدث عنه من خلال تقسيمات وتفرعات، تدخل إلى تفاصيل ما عُمِّّمَ قبلها، ولأنَّ النص القرآني نصٌّ إلهي معجز، فقد وجدنا أن هذه التقسيمات اللغويّة الدلالية لم تتعارض والتقسيمات الصوتيّة التي تناولناها بالدراسة، بل تطابقت معها، وكانت تسير على النهج نفسه.

Publié dans la revue: رُؤىَ فِكرية