تطور استراتيجيات منظمة حلف شمال الأطلسي من الأمن التقليدي إلى الأمن السيبراني

Résumé: الملخص بالعربية: يعد حلف شمال الأطلسي من أكثر المؤسسات العالمية المميزة من حيث الهياكل، الوثيقة المنشاة وحتى الاستراتيجيات التي اتبعها منذ قيامه سنة 1949 والى يومنا هذا، وهو ما جعله مادة خصبة وحية وقابله للكثير من التحليلات والدراسات والتي كان بحثنا جزءا منها. في محاولة تتمحور اشكاليتها حول تطور سيرورة عمل حلف الشمال الاطلسي من الامن التقليدي الى الامن السيبراني، عن طريق الكشف عن ابرز الاستراتيجيات التي تبناها، وقد استندت هذه الدراسة على مجموعة المقاربات النظرية الكلاسيكية والحديثة كالمنظور الواقعي والليبرالي المؤسساتي لتفسير ظاهرة الاحلاف العسكرية ودورها وأسباب استمراريتها في النظام الدولي ، إضافة الى الاعتماد على النظرية النقدية للأمن للكشف عن المفهوم الموسع للأمن ومخرجاته الجديدة من بينها الامن السيبراني وهو موضوع بحثنا، كما استعملنا المنهج التاريخي والتحليلي كأدوات بحثية ارشادية. وقد بدأت ادوار حلف الشمال الاطلسي انطلاقا من الاستراتيجيات الدفاعية ضد العدو المباشر (الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو) اثناء الحرب الباردة، وتميزت باستراتيجيات عسكرية بحتة، اعتقد انتهائها بانتهاء تلك الفترة، لكن ومع نهاية الحرب الباردة وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية على النظام الدولي، اخذ الحلف في الإفصاح عن نيته في البقاء مبررا ذلك ببروز تهديدات امنية جديدة تحول دون تحقيق الحلفاء لمصالحهم المسطرة من قبل، حيث لجأ حينها للبدا في تبني استراتيجيات جديدة لمواكبة التطورات التي طرأت على الساحة الدولية، كانتشار ظاهرة الارهاب والجريمة المنظمة والسباق نحو التسلح، وما ميزها من رغبة عالمية في التعاون والمشاركة والدفاع الشامل، وكان ذلك من خلال توسع الحلف وشرقا وتدخله لحل الازمات الدولية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، والتي اعتبرها الحلفاء بؤر تهديد لأمنهم القومي، دمج فيها الناتو بين الاستراتيجية العسكرية التقليدية والاستراتيجية المرنة، ومع التسارع الكبير الذي شهده العالم في سياق العولمة والتطور التكنولوجي، ادى ذلك لظهور اخطر التهديدات الامنية التي ارعبت الدول، وتمثلت في صياغة جديدة للصراعات الدولية عبر عنها ب: الحروب في مجال افتراضي أومأ يسمى ب : الحروب السيبرانية، ليسارع الحلف حينها لتشكيل نهج دفاعي مستحدث يضمن حماية دوله الأعضاء كما تعودنا عليه، يشترك فيها الدول الحلفاء وغير الحفاء والشركات المصنعة بهدف تكوين امن سيبراني مرن، استعمل خلاله الاستراتيجية الذكية، ليصبح بذلك أكبر قوة امنية دولية تم زج بين القوى التقليدية والقوى الذكية الحديثة، وانتقل من كونه حلف أمني تقليدي يعمل على حماية دوله الاعضاء الى حلف متحور يمثل اكبر مؤسسة امنية دولية في العالم.

Publié dans la revue: