التبادل التجاري بين مدن بلاد المغرب خلال القرن 4 هـ/10م

Résumé: إن ظهور الاتحاد المغاربي الحالي جاء استناداً إلى معاهدات وقعت بين جميع أطراف الدول المشاركة فيه، وذلك لأجل خلق مشروع تعاون وتكامل اقتصادي، وهذه المبادرة ليست تقليدا لما شاهدته التغيرات العالمية الحالية من تكتلات سياسية واقتصادية فحسب، بل الفكرة متأصلة ضمن تاريخه العريق وأن التجربة التاريخية لقرون طويلة برهنت على مدى فعالية المسألة بحكم المقومات الحضارية والتاريخية المشتركة بين بلدانه. وكاد التكامل التجاري أن يكون هو السائد بين مدن بلاد المغرب خلال العصر الوسيط، إذ غالبا ما كان يستورد التجار ما تفتقر عليه أسواق مدنهم، ويصدرون ما فيض من حاجة السكان سواء كان داخل الإقليم الواحد أو الأقاليم الأخرى، إذ لم تتأثر حركة التبادل الداخلية كثيرا في بلاد المغرب بالظروف السياسية واختلاف الأنظمة الحاكمة، باستثناء ظاهرة قطع السبيل وهي شائعة في كل زمان ومكان. وبالتالي لقد أضحى من الضروري اتخاذ خطوات جادة للتعاون والتكامل الاقتصادي بين بلدان الدول المغاربية الحالية، انطلاقا من بلورة معالمه على ضوء رصيدنا التاريخي والحضاري.

Publié dans la revue: Insaniyat