رهانات القطب الواحد عبر أنساق

Résumé: تتساءل الدراسة المتواضعة المقدمة بين أيديكم عن ما إذا كنّا فعلا نعيش عالمنا المعاصر من خلال السينما والسمعي البصري أم أننا نعيش السمعي البصري من خلال عالمنا وواقعنا، وماذا لو كان فضح الثقافة وتعريتها لا يجري إلا من خلال الأنساق؟ ولما لا يكون للأنساق مستويات مكوّنة من ظاهر وباطن؟ يستوجب هذا التساؤل إعادة النظر في كلمة نسق على الصعيد العلمي، بتحويلها إلى مصطلح يتطلب الغور بالدراسة في جوانبه العميقة، فهل يا ترى يحتوي النسق البِنية أم هو بحد ذاته بِنية تأخذ قيمتها في السينما والسمعي البصري عبر التقنية العالية والجمالية، وتتجلى فاعليتها في الفني والإعلامي من الإنتاج البشري؟ سواء حضرت الرسالة أم غابت وسط الترفيه المقابِل للهادف وبين النافع المجابه للرخيص؟ أنجز موور لحد الآن كماً من الأفلام وعلى رأسها تلك الوثائقيّة التي جمعتها الدراسة وصنّفتها، فرصدت أربع أفلام على قمة ما يُحوصِل ويعبِّر عن جوهر كل أفلامه المُنجزة، فكانت هذه الأخيرة هي العيّنة التي يعتزّ بها موور وجمهوره علنا على موقعه الإلكتروني الرسمي، ومنها انبثقت فرضيات عـامـة تمَّ صياغتها في فرضيات عمل تريد كلها أن توجّه الدراسة إلى الإشكاليّة الرئيسيّة التالية:-هي يمكن الحصول على شواهد سقوط القطب الواحد أم صموده عبر أنساق مايكل موور الفيلميّة؟ وتنقسم هذه الإشكاليّة إلى إشكاليّات فرعيّة أخر-كيف يقدّم الفيلم الوثائقي سرده السينمائي؟ وهل يمكن رصد بناء درامي روائي عبره؟-إذا تم اكتشاف عناصر درامية وروائية خلال الوثائقي فهل هذا دليل ضعف أم قوة فيه؟-ما هي المبادئ التي تُمكّن من إقناع المشاهد عبر الأفلام الوثائقيّة؟-ما هو المعنى الاصطلاحي للنسق؟-ما هي الميكانيزمات التي تمكّن من فهم دلالة الأشياء؟ -كيف نعرّف القطب الواحد المعاصر؟-ما هي المقوّمات التي يقف من خلالها القطب الواحد على سُدّة حكم العالم؟-هل فعلا تجسّد الولايات المتحدة الأمريكية القطب الواحد؟-ما هي الثقافة وكيف تتجلّى سلطتها على الإنسان القديم والحديث والمعاصر؟وللإجابة على هذه التساؤلات قسم البحث إلى مدخل وثلاثة فصول وخاتمة.تحدثت في المدخل عن ملامح السرد السينمائي في الفيلم الوثائقي ، وجاء الفصل الأول بعنوان ماهية النسق ومفاهيمه. والذي قسم بدوره إلى المبحث الأول الذي يتطرق إلى الأنظميّة كمصدر للبنيوية. أما المبحث الثاني فتناول ماهية النسق المعلن ومفاهيمه. وقد جاء المبحث الثالث دارسا للدلالة المركّبة والمضمر النسقي.الفصل الثاني جاء بعنوان أنساق القطب الواحد وأبعاده، حيث تناول المبحث الأول: الأنساق الاقتصادية للقطب الواحد. أما المبحث الثاني فتناول الأنساق السياسية للقطب الواحد. ويعتبر المبحث الثالث مغامرة في البحث عن الأبعاد الثقافية للقطب الواحد وملامح الممانعة.الفصل الثالث جاء بعنوان قراءة في أنساق مايكل موور الفيلمية. وقد قسم بدوره إلى ثلاثة مباحث تطبيقية، خصص المبحث الأول لدراسة لعبة البولينغ برأس المال. أما المبحث الثاني فقد خاض في فيلم المرض الذي ينقلنا من مرض الفرد إلى مرض النظام. أما المبحث الثالث فصب في جوهر الرأسمالية باعتبارها قصة حب معكوسة بالنسبة لمايكل موور وأسلوبه المتهكم.الخاتمة جاءت عبارة عن مجموعة من النقاط التي تجمع كل ما مر بنا خلال الدراسة في حوصلة جامعة ومؤسسة لتساؤلات مكن أن تؤول بدورها إلى إشكاليات دراسات مستقبلية.

Publié dans la revue: