الفلسفة ورفع التحديات الأخلاقية المعاصرة

Résumé: هذا المقال يندرج ضمن فلسفة القيم المعاصرة، فهو يتتبع مظاهر التحديات الاخلاقية التي تواجه عالمنا اليوم على كم من صعيد؛ الفكر والممارسة، المحلي والكوني، الإنساني والبيئي، حيث جذور تلك الأزمات مجتمعة تعود إلى "أزمة قيم"، وتبيان دور الفلسفة إزاء تلك التحديات في صياغة مبادئ أخلاقية جديدة لرفع تلك التحديات الأخلاقية خاصة بعد أفول الفلسفات الأخلاقية الكلاسيكية. ذلك الذي تترجمه العودة الملحة لسؤال الأخلاق، الذي استحال ولاشك من صلب اهتمامات الإنسان المعاصر أفرادا ومؤسسات وحكومات، تجسدت في مطالب عالمية من منظمات حكومية وغير حكومية بضرورة صياغة قوانين أخلاقية للممارسات الإنسانية العلمية والتجارية والسياسية وفي مجال حقوق الإنسان والبيئة. إلا أن هذا الاهتمام بالأخلاقية لا يعني ضرورة العودة إلى الأخلاق الكلاسيكية، والتي كان مصدرها إما الدين أو العقل أو المجتمع. بل الأمر سيعرف نمطا جديدا من الأخلاقية؛ وهي فيما يعرف بـ "الأخلاق التطبيقية"، تتميز في الغالب بأنها أخلاق غير نظرية أي غير ميتافيزيقية، ثم أنها لا تصاغ في شكل أوامر أخلاقية بقدر ما تمثل تشريعات للعمل، ثم أن مصدرها محايث غير مفارق فهي الغالب من وضع "لجان علمية" مشتركة.

Publié dans la revue: الاكاديمية للدراسات الاجتماعية و الانسانية