جهود اللغويين الجزائريين في حقل تعليـمية اللغة من المنظـور اللساني

Résumé: تقوم اللغة على الاستعمال اللغوي المرتكز على النظام القاعدي الضابط لكيفيات التوظيف اللغوي؛ فتأليف الكلام إلى بنية تركيبية، ونسق تنظيمي وعناصر لغوية يحتاج إلى قواعد نحوية لتتحدد وظائفه، واللسانيات علم وصفي (descriptive) يهدف إلى اكتشاف القواعد المستعملة من قبل أفراد مجموعة لغوية معينة وتسجيلها بطريقة مختصرة ودقيقة، وقد استطاع الدرس اللغوي العربي أن يؤسس لنفسه مدرسة ليسانية تخضع إلى مبادئ، وأسس، ومصطلحات تميزها عن غيرها ومنهج تعتمده في تحليل الظاهرة النحوية نحو ما قام به سيبويه (تـ180هـ)، وأيضا عبد القاهر الجرجاني في نظرية النظم، فعلم النحو ركن أساسي في علم اللغة يتمكن من خلاله إقامة بناء شامل للظاهرة اللغوية وفق ما تتطلبه عملية النظم. كما أن البحث اللغوي الحديث يدرس المستويات اللغوية على أنَّها كل متكامل؛ إذ لا يجوز الفصل بينها؛ فالصَّرف يعتمد الأصوات نحو ظاهرتي الإعلال والإبدال، والنَّحو يعتمد الأصوات والصرف معا، وتداخل هاته المستويات إنَّما يدل على أنَّ النَّص اللغوي كل لا يتجزأ بأيِّ حال من الأحوال ، وهو ما يشكل عند الألسنيين الحدث اللساني الذي يمر بثلاث مراحل عند إنجازه؛ فالتَّحليل اللساني العلمي للغة يهدف إلى وصفها وتحديد بنيتها لأنَّ القواعد التربوية التعليمية تقوم باختيار مادة تعليمية بالاعتماد على القواعد اللسانية العلمية لذلك وجب ضرورة التمييز بين تعلم مسائل اللغة وبين تعليم كيفية استعمال اللغة. وتلتقي بعض الاتجاهات النحو العربي في دراسة اللغة مع اللسانيات الحديثة في تحديد أهداف التحليل اللساني، ولنا أن نتساءل عن العناصر المكونة للقواعد وطريقة عمل القواعد في اللسانيات؛ وعليه حاولنا رصد بعض الاجتهادات التي قام بها بعض اللغويين الجزائريين في حقل تعليمة الصيغ الافرادية والبنى التركيبية من المنظور اللساني، وقد انطلق بعض الباحثين الجزائريين في دراساتهم اللسانية بالبحث في التراث القديم؛ لأنَّ كل مجدد يفترض أن يكون ملما بالتراث حتى يتزود بالمعرفة اللسانية المعاصرة على حد تعبير أحد اللغويين.

Publié dans la revue: مجلة اللغة العربية وآدابها