التحليل المنطقي للغة

Résumé: يطرح هذا الموضوع و الموسوم ب: "التحليل المنطقي للغة" ـ التجريبانية المنطقية نموذجا، إشكالية جوهرية، ميزت الخطاب الفلسفي في ثوبه الجديد، و الذي ارتبط بميلاد حقول معرفية لِفلسفة العِلْم المعاصر. و الحقل الفلسفي في عَملنا هذا، مرتبط بقصية جوهرية ميّزت القرن العشرين، هي مسألة كيفية إعادة بناء و تأسيس اللّغة العلمية. و بما أنّ العقل أو التفكير العلمي في هذه الفترة كان مرتبطا و معلقا بدعامتين شكلتا البناء القاعدي له هما : المنطق في ثوبه الرياضي الحديث (المنطق الرمزي)، و الفيزياء الحديثة في بنيتها النّسبية، كان لزاما على الفلسفة أن تواكب هذه التّطورات، فكان أن خرج إلى الوجود نمط جديد من التّفكير الفلسفي، يدخل في إطار كونه "خطاب حول العلم". و بلغة أكثر دقة، هو متلّق بلغة العلم، و مسألة التقويض لكلّ خطاب ميتافيزيقي فيه. و هذا المشروع كان من بين أهم التخصّصات التي أخذتها الرؤية الفلسفية المعاصرة بعين الاعتبار. و لحلّ هذه المسألة (الخلط بين ما هو علمي و ما هو ميتافيزيقي ـ بالمعنى الكلاسيكي للكلمة ـ في المعرفة العلمية) كان لزاما خلق فلسفة وضعية جديدة، أكثر تطورا من سابقته(الفلسفة الوضعية الكلاسيكية ل: "أوجست كونت")،لتتعامل مع هذا المطلب الجديد، فكان أن نشأت نزعة فلسفية جديدة أطلق عليها "التّجريبانية المنطقية" أو بمسمياتها الأكثر تطوّرا :"الوضعية المنطقية" و "الوضعية المنطقية الجديدة"، إذ اتّخذت من الخبرة الحسّية (آليات التّحقق التجريبي) و آليات التحليل المنطقي، الأدوات الأساسية لتشكيل منهجية البحث العلمي عندها. لتبقى التّجريبانية المنطقية الفلسفة الأولى الّتي اهتمّت بقضايا العلم التّجريبي و من عدّة زوايا، إذ شكّلت البناء القاعدي له.

Publié dans la revue: