دراسة عامة لأنواع البكتيرية اللاهوائية (bactérie Anaérobique) المتدخلة على البنية الليفية للمادة الخشبية الأثرية

Résumé: لقد اهتم الإنسان منذ فترة ما قبل التاريخ باستغلال ما يوفره له محيطه الخاص وبيئته التي يعيش فيها من مواد طبيعية، التي ألهمته في التفكير في كيفية استعمالها ومن أجل أن يلبي حاجياته ومتطلباته الفردية والجماعية، كما اعتمد عليها في بناء حضارته ومجتمعه، بل وأصبحت الفترات التاريخية تنسب لنوع المادة المستغلة بشكل واسع، ومن بين هذه المواد نجد المادة الخشبية التي استعملها الإنسان بشكل كبير نظرا لتوفرها في الطبيعة، وكذلك نظرا لقدرة الإنسان الصانع في التحكم فيها وسهولة تشكيلها، كما أن لخصائصها المورفولوجية (من ناحية الطول والحجم، والوزن) دور مهم في لجوء الإنسان إلى استغلالها، حيث أنها تتأقلم بسهولة مع المتطلبات والقواعد الهندسية والفنية من خلال مميزاتها الميكانيكية التي تستجيب لمختلف الحاجيات التقنية اللازمة في تشييد المباني المعمارية والأعمال الفنية الأخرى. ترجم الإنسان الصانع كل قدراته الفكرية والفنية من خلال استعمال هذه المادة ونحتها بصورة تلقائية أحيانا وبصورة إبداعية أحيانا أخرى، حتى اعتبرت كحامل للمعلومة التي تجعلنا نعتمد عليها في فهم هذا الإنسان وبيئته، وفهم مراحل تطوره وتكون حضارته وهنا تتجلى الأهمية الثقافية والفنية للمادة، غير أن هذه الأهمية مرتبطة بحالة حفظ المادة الخشبية في حد ذاتها، وهذه الأخيرة تعتبر من بين المواد الشديدة التأثر بعوامل التلف المختلفة باعتبار انتماءها إلى فصيلة المواد العضوية النباتية، خاصة عوامل التلف البيولوجية، التي يمتاز نشاطها الحيوي بالتعقد والتوجيه الذاتي الحيوي، وتتأقلم متطلباتها الحيوية مع مكونات المادة الخشبية العضوية لأنها من نفس الطبيعة الحيوية وفي مقدمتها البكتيريا (Bactéries) التي تتميز بتواجدها في كل الأوساط المختلفة، ويمكن اعتبار مادة الخشب عامة والخشب الأثري خاصة وسطا لا يخلو من احتواءه على بعض أنواع البكتيريا اللاهوائية التي من شأنها أن تسبب له تعفن وتحلل على مستوى النسيج الليفي الذي ينقص من خصائصه البنيوية ومن أدائه الميكانيكي، ما ينتج عنه اندثار للمعلومات التي يحملها في طياته.

Publié dans la revue: مجلة الحكمة للدراسات التاريخية