حماية المدنيين في النزاعات المسلحة الداخلية
Résumé: بسم الله الرحمن الرحيم والصل ة والسل م على خاتم البنبياء والمرسلين، بادئ ذي بدء بنشكر الله سبحابنه وتعالى الذي أعابننا على أداء هذا الواجب العلمي ووفقنا في إبنجاز هذا العمل المتواضع ، وبنتقد م بجزيل الشكر والعرفان إلى الستاذ المشرف الدكتور "بوسند ة عباس" لما أفادبنا به من بنصائح وتوجيهات قيمة طيلة إبنجاز هذا البحث العلمي والتي كان لها أبلغ الرثر في إبنجازه بهذه .الصور ة، فجزاه الله عنا خير الجزاء كما بنتقد م بخالص الشكر وعظيم المتنان إلى الستاذ الدكتور "بوكعبان العربي" لقبوله تقييم وترأس لجنة مناقشة هذا البحث، كما بنتوجه بالشكر والتقدير إلى عضو لجنة المناقشة الستاذ ة الدكتور ة "آغا جميلة" على تفضلها بقبول قراء ة ومناقشة هذه المذكر ة، ول يفوتنا أن بننسى في هذا المقا م العلمي أن بنشكر الحضور على قبولهم الدعو ة لحضور معنا مناقشة .هذه المذكر ة أما فيما يخص موضوع مذكر ة الماجستير الذي بنحن اليو م بصدد مناقشته فإبنه يتمثل في " حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية" الذي يعتبر من المواضيع الهامة في القابنون الدولي البنسابني، باعتبار أن النزاع المسلح أصبح حقيقة ل يمكن تجاهلها، وظاهر ة إبنسابنية واجتماعية صاحبت البنسان منذ ظهوره .على الرض إلى يومنا هذا وتعرف النزاعات المسلحة الداخلية بأبنها "قتال مسلح ينشب داخل إقليم الدولة بين القوات المسلحة النظامية وجماعات مسلحة منشقة أو بين جماعات مسلحة تتقاتل فيما بينها"، ول شك أن النزاعات المسلحة الداخلية تعد من أهم الحالت التي تشهد فيها حقوق البنسان والقابنون الدولي البنسابني خرقا واسعا وترتكب المشاركة فيها فإبننا بنجد أن المدبنيين هم الفئات الولى التي تتصدر الضحايا المتضرر ة من جراء هذه النزاعات والتي دائما ما يكون لها النصيب الكبر من الخسائر في الرواح والعيان، وبنظرا للتأرثير السلبي للنزاعات المسلحة الداخلية على حيا ة المدبنيين وأعيابنهم المدبنية، فإن التصدي لدراسة موضوع "حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية" يصبح مسألة حتمية وضرورية تقتضيها .الظروف الحالية والمستقبلية وعليه فإن أهمية هذه الدراسة ل تكمن في موضوعها فحسب وإبنما في بحثها في هذا الظرف الذي بنشبت فيه العديد من النزاعات المسلحة الداخلية لسيما في الوطن العربي والتي بنذكر منها في ليبيا والنزاع الذي ل يزال دائر حاليا في الراضي العربية السورية وما أفرزته هذه النزاعات من ابنتهاكات واسعة وجسيمة لسس القابنون البنسابني والتي طالت لتشمل المدبنيين العزل الذين ل شأن لهم .في النزاع ولكل ما تقد م فإن الشكالية التي ابنطلقنا منها في هذه الدراسة تتمحور حول ما مدى فعالية الحماية المكفولة للمدنيين في النزاعات المسلحة الداخلية؟ وللجابة على هذه الشكالية فقد اعتمدبنا على مجموعة من مناهج البحث العلمي، فاتبعنا المنهج التاريخي قصد تتبع مراحل التطور التاريخي الذي مرت به حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية، كما تم العتماد على منهج التحليل القابنوبني وتقنية تحليل المضمون من خلل تحليل بنصوص التفاقيات والصكوك الدولية ذات الصلة بهذا الموضوع. وتمت الستعابنة في بعض الحالت على المنهج المقارن من أجل المقاربنة بين بنظم الحماية المقرر ة للمدبنيين في .النزاعات المسلحة الداخلية من جهة والنزاعات المسلحة الدولية من جهة أخرى وقد اقتضت الضرور ة المنهجية تقسيم الدراسة إلى فصلين وذلك بالعتماد على الخطة الثنائية فخصصنا الفصل الول للنظا م القابنوبني للمدبنيين و مجال حمايتهم في النزاعات المسلحة الداخلية والفصل الثابني لسس وآليات حماية المدبنيين كل شخص ل يشارك بأي عمل فعال في العمال العدائية، أما العيان المدبنية فهي العيان التي ل تسهم مساهمة فعالة في العمل العسكري ول يحقق تدميرها التا م أو الجزئي أو الستيلء عليها أو تعطيلها في الظروف السائد ة حينذاك ميز ة عسكرية أكيد ة، وابنتقلنا بعد ذلك إلى التطور التاريخي لحماية المدبنيين هذه الحماية التي جاءت متأخر ة في القابنون الدولي البنسابني مقاربنة بحماية المقاتلين، وإن كابنت هناك بعض الحكا م التي تضمنتها اتفاقية لهاي الرابعة المتعلقة بقوابنين وأعراف الحرب البرية لعا م 7091 واللئحة الملحقة بها إل أبنها كابنت مقتصر ة على وضع المدبنيين في الراضي المحتلة فحسب. وهكذا ظلت حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية متروكة دون تنظيم من جابنب قابنون النزاعات المسلحة إلى غاية سنة 9491، أين تم إبرا م اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدبنيين في وقت الحرب، والتي تعتبر أول اتفاقية دولية تعالج الوضع القابنوبني للمدبنيين أرثناء النزاع المسلح، حيث تضمنت ماد ة فريد ة خصصت لحماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية وهي "الماد ة الثالثة المشتركة"، هذه الخير ة التي شكلت تحديا في القابنون الدولي حينما أخضعت لول مر ة النزاعات الداخلية لمقتضيات البنسابنية بقو ة القابنون، لكن رغم القيمة القابنوبنية لهذه الماد ة إل أبنها جاءت في حقيقة المر مقتصر ة على جملة من المبادئ العامة المأخوذ ة من حقوق البنسان، بعبار ة أخرى يمكننا القول أن الماد ة الثالثة المشتركة جاءت لضمان الحد الدبنى من مقتضيات البنسابنية، ومن رثم فهي لم تتناول حماية المدبنيين من آرثار العمليات القتالية بشكل صريح كما أبنها لم تتضمن أي إشار ة لمبدأ التمييز بين المدبنيين والمقاتلين الذي يعتبر أساس حماية المدبنيين باعتباره يشكل أهم ضمابنة لحمايتهم، مما جعل الماد ة الثالثة المشتركة عاجز ة أما م توفير الحماية المطلوبة للمدبنيين من ويلت هذه النزاعات، المر الذي دفع اللجنة الدولية للصليب الحمر إلى إعاد ة تطوير السس الدولية لغرض إضفاء المزيد من الحماية للمدبنيين وهو ما تجسد في البروتوكول الضافي الثابني لعا م 7791 المتعلق بحماية ضحايا النزاعات المسلحة غير الدولية الذي عد أول ورثيقة دولية تكفل صراحة حماية المدبنيين والعيان المدبنية في النزاعات وهكذا يكون البروتوكول الثابني قد شكل تقدما ملموسا وملحوظا بشأن كفالة الحماية الدولية للمدبنيين مقاربنة بالماد ة الثالثة المشتركة حيث أقر لول مر ة الحماية العامة للسكان المدبنيين من أخطار العمليات العسكرية في النزاعات المسلحة الداخلية وسد الكثير من الثغرات التي تركتها الماد ة الثالثة المشتركة لكن في المقابل أغفل العديد من النقاط الجوهرية التي بنذكر منها التدابير الوقائية سواء ما تعلق منها بالحتياطات أرثناء الهجو م والحتياطات ضد آرثار الهجو م، حظر الهجمات العشوائية والهجمات البنتقامية التي سحبت من مشروع البروتوكول الثابني بدعوى أبنها تختص بها النزاعات المسلحة الدولية لكن الواقع الدولي أرثبت عكس ذلك حيث أن الغالبية الساحقة من الضحايا المدبنيين في سوريا كابنت بسبب القصف الجوي العشوائي الذي ل يميز بين المدبني والمقاتل وكذا الهجمات البنتقامية التي كابنت في معظمها موجهة من النظا م السوري سواء ضد المدبنيين أعيابنهم المدبنية، ومع ذلك فإبنه رغم كل هذه النقائص والثغرات القابنوبنية ل يسعنا القول إل أن الماد ة الثالثة المشتركة والبروتوكول الثابني يشكلن في الحقيقة حصنا وملذا للضحايا المدبنيين أرثناء النزاعات .المسلحة الداخلية وبالتالي فإن الماد ة الثالثة المشتركة والبروتوكول الضافي الثابني يشكلن السس القابنوبنية المتعلقة بحماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية ، وهذه السس ل يمكن أن تتحقق مصداقيتها إل من خلل تطبيقها وتجسيدها على أرض الواقع عن طريق مجموعة من الليات سواء كابنت داخلية أو دولية، فبالنسبة للليات الداخلية فهي التي يتعين على كل دولة اتخاذها على المستوى الوطني والتي تتمثل في التزا م الدولة باحترا م القابنون البنسابني من جهة واللتزا م بنشره من جهة أخرى، أما الليات الدولية فلعل أهمها اللجنة الدولية للصليب الحمر هذه المنظمة غير الحكومية التي تؤدي مهمة إبنسابنية تتمثل في حماية ومساعد ة ضحايا النزاعات المسلحة الدولية والداخلية وعلى رأسهم المدبنيين، وإلى جابنب ذلك يوجد مجلس المن الدولي الذي أوكلت له الجماعة الدولية في مؤتمر القمة العالمي لعا م 5002 مهمة حماية المدبنيين في النزاعات .لعا م 7791 ولقد طبق هذا المبدأ لول مر ة في النزاع المسلح الداخلي في ليبيا حيث فوض مجلس المن بموجب القرار رقم 3791 سنة 1102 تدخل عسكري في ليبيا تحت عنوان "المسؤولية عن حماية المدبنيين"، وهو يعتبر قرار تاريخي في مجال حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية، إل أن هذا المبدأ لم يطبق في النزاع المسلح الداخلي في سوريا رغم أن البنتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ضد المدبنيين في سوريا تجاوزت وبكثير ما حدث في ليبيا ولعل أبرز هذه البنتهاكات هي المجزر ة التي ارتكبت ضد المدبنيين فجر يو م الربعاء 12 أوت 3102 في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق والتي كابنت باستخدا م سلح محظور دوليا وهو السلح الكيميائي هذه المجزر ة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 0031 قتيل معظمهم من النساء والطفال والتي وصفها الرئيس الحالي للو. م. أ " باراك أوبا ما" بأبنها أسوأ مجزر ة ترتكب في القرن الحادي والعشرين، لكن رغم ذلك لم يتمكن مجلس المن من تفعيل هذا المبدأ لبنقاذ حيا ة المدبنيين الذين تكبدوا ويلت هذا النزاع وذلك بسبب حق التوقيف )النقض( المزدوج الصيني والروسي، وإلى جابنب هذه اللية هناك آلية قضائية دولية تتمثل في المحكمة الجنائية الدولية التي تسعى هي الخرى إلى تكريس الحماية الجنائية الدولية للمدبنيين من الجرائم التي ترتكب في حقهم وهي الجرائم ضد البنسابنية، جرائم الباد ة الجماعية، وجرائم الحرب، يستثنى من ذلك جرائم العدوان، وذلك من .خلل معاقبة مرتكبي الجرائم الدولية ضد المدبنيين وعلى هذا الشكل كابنت دراستنا لموضوع حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية الذي توصلنا من خلله في الخير إلى خاتمة حاولنا أن بنبرز فيها أهم النتائج المستخلصة من وراء هذه الدراسة والتي أعقبابنها بتوصيات بنراها ضرورية .من أجل تدعيم حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية :ويمكن أن بنوجز أهم هذه النتائج فيما يلي أول : بالنسبة لمفهو م المدبنيين تم العتماد على التعريف السلبي باعتباره .بالحماية لعد م ذكرهم في التعريف ثانيا: فكر ة حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية وجدت جذورها الولى في العصور القديمة، إل أن معالم الحماية هذه اتضحت أكثر في الشريعة السلمية التي لم تجز القتال إل لمن قاتل المسلمين، وهي تعتبر أول بنظا م أولى الحماية الكاملة للمدبنيين وأعيابنهم المدبنية أرثناء العمليات القتالية وسبقت بذلك .الحركة البنسابنية الحديثة ثالثا : حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية لم تكن محل اهتما م دولي إل بعد الحرب العالمية الثابنية وهذا راجع لسببين وهما، السبب الول وهو الفكر ة التي سادت في ذلك الوقت والتي مفادها أن الحرب قتال بين العسكريين وأن المدبنيين ل يتعرضون لمخاطرها، لكن الحرب العالمية الثابنية أرثبتت عكس ذلك أي أن المدبنيين ليسوا في مأمن على الطلق في حالة قيا م بنزاع مسلح مسلح، أما السبب الثابني وهو النظرية التقليدية للحرب التي كابنت تعتبر هذه النزاعات شأبنا داخليا وتخضع للقابنون الداخلي للدولة، باستثناء حالة العتراف للثوار بوصف المحاربين وهي الحالة الوحيد ة التي كابنت تطبق فيها أسس القابنون الدولي .البنسابني آبنذاك على هذا النوع من النزاعات رابعا : تواضع وقصور السس القابنوبنية المتعلقة بحماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية، والتي اقتصرت فقط على الماد ة الثالثة المشتركة بين .اتفاقيات جنيف الربع لعا م 9491 والبروتوكول الضافي الثابني لعا م 7791 خامسا : ضعف وغياب آليات حماية المدبنيين في النزاعات المسلحة الداخلية حيث لم تتضمن ل الماد ة الثالثة المشتركة ول البروتوكول الضافي الثابني أي آليات لتطبيق أحكامهما سوى ما ورد في الماد ة 91 من البروتوكول الثابني والتي .وضعت على الدول التزا م بنشره سادسا : استبدال التدخل البنسابني باعتباره آلية من آليات حماية حقوق البنسان بصفة عامة والمدبنيين بصفة خاصة بمبدأ المسؤولية عن حماية المدبنيين الذي ضد المدبنيين في المحكمة الجنائية الدولية لروابندا التي كرست الحماية الدولية الجنائية للمدبنيين في ظل النزاعات الداخلية ، لكن ما أعاق من فعاليتها كوبنها . محكمة مؤقتة مما استدعى إلى إبنشاء محكمة جنائية دولية دائمة :وبعد عرض هذه النتائج بنقترح التوصيات التالية أول : ضرور ة إبرا م اتفاقية دولية تخصص لحماية المدبنيين في النزاعات المسلحة :الداخلية بحيث تؤخذ بعين العتبار النقاط التالية .اعتماد بنص يحظر الهجمات العشوائية في النزاعات المسلحة الداخلية-1 اعتماد بنص يحظر الهجمات البنتقامية ضد المدبنيين واستخدامهم كدروع -2 .بشرية في النزاعات الداخلية إدراج بنص يضمن الحماية العامة للعيان المدبنية في النزاعات المسلحة -3 .الداخلية .ضمان حق العود ة المنة للنازحين داخليا في النزاعات الداخلية-4 ضرور ة إلغاء الماد ة 81 من البروتوكول الضافي الثابني لعا م 7791 والتي-5 تجعل موافقة الحكومة التي يجري النزاع المسلح على أراضيها شرط أساسي لحصول المدبنيين على المساعدات البنسابنية وهذا من شأبنه أن يسفر عن كاررثة إبنسابنية في حالة رفض الدولة لدخول المساعدات إلى أراضيها مثلما حصل في سوريا أين رفضت حكومة بشار السد دخول اللجنة الدولية للصليب الحمر .الراضي السورية لتقديم المساعدات البنسابنية للمدبنيين اعتماد بنص يحظر استخدا م السلحة التقليدية والسلحة المحرمة دوليا والتي-6 .تشكل تهديدا وخطرا كبيرا على حماية المدبنيين ثانيا: يجب على المجتمع الدولي وخاصة مجلس المن أن يتحمل كامل .يتكبدون ويلت هذا النزاع المسلح ثالثا : يجب إبطال مفعول حق التوقيف عندما يتعلق المر بقضايا حقوق البنسان ول سيما حماية المدبنيين من البنتهاكات الصارخة التي يتعرضون لها أرثناء النزاع المسلح الداخلي، لبنه يقف عائقا أما م تطبيق مبدأ مسؤولية الحماية، وهو ما يحدث في سوريا أين عجز مجلس المن وإلى غاية يومنا هذا في اتخاذ قرار للتدخل من أجل حماية المدبنيين الذين يتعرضون لبنتهاكات القابنون البنسابني وجرائم ضد البنسابنية، وهذا بسبب الفيتو المزدوج الصيني والروسي الذي جعل .قرارات مجلس المن مجرد أمنيات رابعا : يجب معاقبة مرتكبي الجرائم الدولية ضد المدبنيين وذلك من خلل إحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية وعد م ترك الجرائم الدولية تفلت دون عقاب، المر
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!