الممارسة النقدية الأكاديمية و المدونة الروائية الجزائرية

Résumé: ملخص قد يطرح الدارس الباحث تساؤلات جمة عن فحوى حدود العملية النقدية، عن أسسها و آفاقها و عن الأدوار الإجرائية التي تعمد إليها و توظفها في نسقها المنهجي و هندستها المرجعية . و كذا عن محاولات التأصيل و التأسيس النقدي في النص الأدبي الجزائري خاصة ما تعلق منه بالنقد الأكاديمي و هذا الأخير الذي يشمل كتابات نقدية منشورة هنا و هناك في مجالات متخصصة ، أو غير متخصصة ، فمن صحف يومية تعالج قضايا حداثية تتسم في كثير من الأحيان بالرتابة و التكرار. و هناك النقد الأكاديمي البحت الذي يتناول الرسائل الجامعية ، أو البحوث و الدراسات التي ينجزها أساتذة في الإختصاص ، فتصدر على شكل بحوث و دراسات أو تنشر في مجلات جامعية محكمة تكون محصورة في نطاق ضيق بين طبقة واحدة ، و فئة معينة و هي فئة المثقفين و المتعلمين من أساتذة جامعيين أو طلبة و باحثين في المجال، و لا تتعداها في العموم إلى أوساط أوسع و أشمل فيبقى النقد عندها غير معروف و محصور بين فئة محددة بعيداً عن الأوساط النقدية و الثقافية الواسعة بسبب عدم نشره على نطاق أوسع. و مع أن النقد الجزائري له خصوصياته و ميزاته و هويته التي تجعله يتمايز عن النقد الأدبي العربي، أو الغربي إلا أن الخوض في هذا المجال يعد مواكبة و مسايرة لحال الأدب و التعليم والثقافة على اعتبار أن ما ينطبق عن الأولى ينطبق على مثيلاتها " و من الطموح الزائد أو من التعسف أن نحكم على الجهود النقدية بغير ما أفرزه الواقع العام في هذه التجربة المحدودة " إذ هناك من يعتقد بأن النقد قد سقط في شرك التبسيطية و التقريرية المباشرة فصادرت الكثير من الخصوصيات الجمالية للنص،، بمعنى أن جل النقاد الذّين اعتمدوا المباشرة في الطرح على مستوى قضايا النقد دون تمحيص و لا تقرير أو تعمق في الرصد قد يسفطوا ضحايا السطحية و البساطة، في حين أن النقد في عمومه تقويم و تصليح معمق ضمني المحتوى و هو نابع في الأساس من منطلق الذوق، و هو أساس العملية النقدية التي تنجم عن فكر، عن علم عن منهج عن منطق ، لهذا لا ينبغي للنقد أن يتسم بهذه السمات و الصفات السلبية ، بل من خلاله يكون الناقد منتج خلاق و مصور مبدع ثان للنص، و لا يمكن لهذا الأخير – أي النّص – أن يشهد النور أو ينطلق في أفق الدراسات الجادة و المعرفة العامة و المنتشرة التي تحقق له الاستمرارية و الانتشار و التراثية و الخلود، إلا عبر هذا السبل. و إذ يرى الدكتور عز الدين المخزومي الأستاذ المحاضر في جامعة وهران أن النقد الجزائري المعاصر عرف تحولا في المفاهيم التي صارت غير قادرة على مواكبة العصر و تحولاته السريعة و المتجددة و ذلك إقتداء بها عرفه النقد المعاصر من تطور في بعض الدول العربية مثل: لبنان و سوريا و المغرب و مصر، حيث نشطت الحركة النقدية بترجمة الكثير من المؤلفات الغربية التي تمثلت المناهج النسقية و التي سادت النقد عندهم.

Publié dans la revue: