الثورة العربية الكبرى من خلال مراسلات حسين - مكماهون (1908-1918م)
2014
Mémoire de Master
Sciences Humaines Et Sociales, Démographie

Université Ziane Achour - Djelfa

م
منصور, العربي
ج
جعرون, عيسى

Résumé: تعتبر مذكرات أو مراسلات الشريف حسين ـ مكماهون ذات أهمية سياسية و تاريخية كبيرة في تحديد معالم تاريخ العرب المعاصر . إلا أننا لا نملك من هذه المراسلات الا ما نقل عن الشريف حسين ، أو ما جاد به الأرشيف البريطاني و هو مثار جدل كبير و انتقاص للحقائق ، يرمي بضلاله على ما تبع هذه الثورة من أحداث صنعت و تصنع تاريخ المنطقة العربية و الامة العربية معا. كانت الدولة العثمانية تحرص حرصا شديدا على المنطقة العربية ، و كان حرصها أشد على المناطق الشريفة منها و المقدسة حرمتها. فكان أمراء مكة و المدينة ، على مر التاريخ لهم استقلالية خاصة بهم ، يديرون شؤون البلاد بطريقة لا مركزية . كانت هناك إمارة عثمانية في الحجاز ، في البصرة و في اليمن لكن انجلترا كانت موجودة في اليمن الجنوبي في عدن و كذلك في منطقة الخليج "امارات تحت الوصاية" وهي إمارات الخليج و آخرها كانت الكويت . كان ذلك كله يعني عدم قدرة الامبراطورية العثمانية على احكام قبضتها على المنطقة التي كانت تشهد عنفا و حروبا كثيرة ، و في نفس الوقت كان هناك دور كبير للبريطانيين في المنطقة . مع دخول الامبراطورية العثمانية كطرف في الحرب العالمية الأولى ، اكتسبت الشام و فلسطين على الفور أهمية عسكرية خاصة للحكومة البريطانية بصفتهما الاقليمين اللذين يتعين أن تاتي منهما أية محاولة تركية – المانيا لغزو قناة السويس و مصر . كان الخطر المرتقب من تلك الجهة جديا ، لكن الأخطر كان هو المحاولة التركية الالمانية لتأليب العالم الاسلامي ضد اتفاق التفاهم (جهاد او حرب مقدسة) أو على الأقل التسبب في قلاقل واسعة النطاق . و لا بد من الإشارة هنا إلى مفارقة غريبة فرضتها السياسة الاستعمارية و هي أن فرنسا و بريطانيا كانتا في عام 1914م أكبر دولتين مسلمتين ، حيث كانت بريطانيا الدولة الاولى من حيث تعداد سكانها المسلمين (سكان المستعمرات) . في هذا الإطار كانت طموحات حسين شريف مكة بسيطة و ثابتة ، فهو منذ عام 1908م لم يتزحزح عن رغبته في إمارة وراثية ذاتية الحكم في الحجاز ، محمية من أطماع العثمانيين الإدارية من جهة لكنها تتمتع من جهة اخرى بحضوة عثمانية خاصة عن بقية الامارات . مع بداية الحرب العالمية الأولى ، كان كثير من المسؤولين في بريطانيا الذين كانوا على دراية بالاوضاع في العالم العربي ، يعتقدون أن هناك انقساما بين العرب و الأتراك ، و هو ما يمكن استغلاله . سرعان ما بدأ الساسة البريطانيون في مراجعة تحالفاتهم ، حيث قامت بريطانيا بالاتصال بالشريف حسين في محاولة لابعاد العرب عن الاشتراك في الحرب ضدها ، و أنه إذا قام العرب بمساعدتها فإنها تضمن عدم التدخل في جزيرة العرب ، و سوف تقدم كل المساعدة في وجه الاعتداء الخارجي و ربما يعتلي عربي سدة الحكم في مكة و المدينة . من هنا بدأت سلسلة المراسلات بين مكماهون ممثلا لبريطانيا ، و الشريف حسين ممثلا للعرب . إن أهم ما في هذه المراسلات ، أن بريطانيا نجحت في أن ترسم في أذهان العرب دور الحليف ، و أن تنتزع من الشريف حسين اعترافا بمصالحها السياسية و الاقتصادية مع ترك تسوية المسائل الهامة الى ما بعد الحرب. يقول بعض الساسة في الدول الكبرى : إنها الحرب ، وكل شيء يجوز من أجل كسب الحرب . وبهذا المنطق دخلت الحكومة البريطانية في الاتفاقيات المعروفة مع العرب وتعاقدت معهم من خلال مراسلات الحسين – مكماهون . وبهذا المنطق ذاته دخلت في اتفاقية أخرى مع الحكومة الفرنسية ، تناقض تماما روح الاتفاق مع العرب و هي اتفاقية سايكس- بيكو ، كما منحت وعدا لليهود و هو ما سمي بوعد بلفور، كل هذا و الحرب لم تضع أوزارها بعدُ ، أي أنها كانت تتم في السر بعيدا عن الحليف المباشر في المنطقة ، الشريف حسين ممثلا للمنطقة و للعرب . إن المتمعن في مراسلات الشريف حسين- مكماهون، خاصة ردود مكماهون يدرك أن ما تمخض عن الثورة العربية من نتائج ( ستكون ذات تأثير سلبي و دائم على المنطقة) ، كان مخططا له أو على الأقل لم يدرج مصالح العرب في حسابات بريطانيا السياسية ، و هو أمر لا يتناقض مع علاقات و سياسات الغرب تاريخيا تجاه العرب و المسلمين. نستخلص في الأخير ، أن الثورة العربية جاءت في وقت حرج للحلفاء ، فانشغل الأتراك وانزعج الألمان منها ، وخف الضغط عن جيوش الحلفاء وألحقت الهزائم بالجند الأتراك . ساهمت الثورة العربية ، في غرس المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية العثمانية ، يعترف بذلك الكولونيل لورانس في كتابه "اعمدة الحكمة السبعة " بدور الثورة العربية ، بقوله :" لقد كنت أؤمن بالحركة العربية إيمانا عميقا وكنت واثقا قبل أن أحضر إلى الحجاز أنها هي الفكرة التي ستمزق تركيا شر ممزق ". انخدع العرب بالوعود البريطانية المكماهونية ، وتحطمت آمال الحرية والخلافة على صخرة المؤامرات الإنجليزية والفرنسية والروسية من خلال اتفاقية " سايكس بيكو " 1916م . ضربت بريطانيا بوعودها للعرب مرة أخرى عرض الحائط ، وأصدرت " وعد بلفور " الذي يضمن لليهود إقامة وطن قومي على حساب السكان الفلسطينيين . إن الثورة العربية بامتداداتها من حيث الجغرافية ، و تشعباتها من حيث الاطراف التي شاركت فيها ، و تناقضاتها من حيث التحالفات و النتائج التي ترتبت عنها ، تفتح آفاقا كثيرة و متعددة للبحث في تاريخ الأمة ، و في شخصيتها ماضيا و حاضرا و مستقبلا.

Mots-clès:

Nos services universitaires et académiques

Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).

Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!

Comment ça marche?
Nouveau
Si le fichier est volumineux, l'affichage peut échouer. Vous pouvez obtenir le fichier directement en cliquant sur le bouton "Télécharger".


footer.description

Le Moteur de recherche des thèses, mémoires et rapports soutenus en Algérie

Doctorat - Magister - Master - Ingéniorat - Licence - PFE - Articles - Rapports


©2025 Thèses-Algérie - Tous Droits Réservés
Powered by Abysoft