قياس استدامة مدينة بوسعادة ـ دراسة حالة حي غزة

Résumé: لقد ازداد الوعي العام في العالم بالأخطار الناجمة عن تدهور النظم البيئية , وانتشار الإعلام البيئي مع تزايد أهمية فكرة الاستدامة في العالم يوماً بعد يوم ، و هي فكرة لم تقتصر على مجال تخصص بعينه ، فاستخدامها صار واسع النطاق ويمكن تطبيقه تقريبا على كل وجه من وجوه الحياة على الأرض، من أجل إيجاد الحلول اللازمة والمستدامة للتحديات الكبرى التي تواجه العالم ، وتمت صياغة هذا المفهوم بشكلخاص لإثبات إمكانية تحقيق النمو الاقتصادي والتصنيع بدون إحداث آثار سلبية على البيئة، ولهذا السبب تضافرت الجهود من قبل المهتمين بالاستدامة ومناصريها من حكومات، وعواصم، ومنظمات على حدٍ سواء للوصول إلى رؤية واضحة لعمليات وإجراءات تقييم العمارة المستدامة، على مستوى التصميم، والتشييد. لقد شهدت الجزائر كباقي دول العالم خلال العقود الثلاثة الماضية إدراكامتزايدا بأن نموذج التنمية الحالي لم يعد مستداما ، بعد أن ارتبط نمط الحياة الاستهلاكي الناتج عنه بمشاكل بيئية خطيرة، كتقلص مساحاتالغابات ، وتلوث الماء والهواء ، وارتفاع درجات الحرارة، والفيضانات المدمرة الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه البحار والأنهار، واستنفاد الموارد غير المتجددة ، ناهيك عن جملة المشاكل التي ازدت من حدة الإشكالية كالانتشار المتزايد للبناءات الغير لائقة في كل ربوع القطر الجزائري مما دفع بعدد من منتقدي ذلك النموذج التنموي إلى الدعوة إلى نموذج تنموي بديل مستدام يعمل على تحقيق الانسجام بين تحقيق الأهداف التنموية من جهة وحماية البيئة واستدامتها من جهة أخرى ، وفي هذا السياق نشير بأن البشريةتواجه في الوقت الحاضر مشكلتين حادتين ، تتمثل الأولى في أن كثيار من الموارد التي نعتبر وجودها الآن من المسلمات معرضة للنفاد في المستقبل القريب ، أما الثانية فتتعلق بالتلوث المتزايد الذي تعاني منه بيئتنا في الوقت الحاضر والناتج عن الكم الكبير من الفضلات الضارة التي ننتجها. ونتيجة لذلك فقد ازداد الوعي بالندرةالقادمة في مصادر الطاقة وتفاقم مشكلة البيئة في العالم و لذلك بات من الضروري إيجاد حلول عاجلة في ضل الاستدامة ، مع ضرورة التنويع في البرامج التمويلية للحد من هذه الظواهر ، وفي خضم العشرية السوداء التي ضربت بلادنا الحبيب نتج عنها ندرة سكن حادة مع بروز ظاهرة النزوح الريفي الذي أدى إلى تطور سريع في حظيرة السكن الهش و الغير لائق ، الأمر الذي أدى إلى بروز أحياء طغى عليها سوء التنظيم و غياب التهيئة والظهور لعديد من الآفات الاجتماعية ، وفي ظل غياب الموارد المالية للتكفل بهته الأحياء كان لازما على الدولة اللجوء إلى القروض من بعض الهيئات الدولية للتدخل في شكل ب رامج إنمائية ، كمشاريع تمويل البنك العالمي في القضاء على البناء الهش والتي كان للجزائر حظا وافار مس عدت بلديات الوطن من بينها عينة الموضوع : حي غزة ببوسعادة ، حيث جاءت هاته الدارسة المتواضعة للوقوف على مدى نجاعة هكذا مشاريع وكذا قياس مؤشرات الاستدامة فيها باستخدام أدوات قياس علمية تواكب التطور. الحاصل في العالم وفق مؤشرات الاستدامة كبرنامج القياس: INDI

Publié dans la revue: