مساهمة الحاكم في تحقيق الأمن الغذائي للرعية من خلال نماذج من التاريخ الإسلامي

Résumé: الأمن الغذائي من أكبر التحديات التي واجهت وتواجه أمتنا ماضيا وحاضرا. اخترنا تجارب لحكام من تاريخنا بذلوا جهودا لتحقيق الأمن الغذائي لشعوبهم، من بينها تجربة سيدنا يوسف  الذي وضع خطة ناجعة لتجنب أضرار المجاعة التي أصابت مصر والمتمثلة في تشجيع الزراعة، وعدم الإسراف، وادخار الحبوب لمواجهة السنوات العجاف. وفي العصر الإسلامي برزت تجربة عمر بن الخطاب الذي كان حريصا على ضمان الغذاء للرعية، واتخذ تدابير مادية ودينية. فمن تدابيره المادية، تشجيع الزراعة عن طريق إقطاع الأراضي للصحابة لاستصلاحها، وتوظيف أموال الخراج بإبقاء الأراضي عند أصحابها بعد فتح العراق لتشجيعهم على النشاط الفلاحي، وضمان مورد ثابت لخزينة الدولة بواسطة أموال الخراج، والتوسع في نظام العطاء للمسلمين. كما حرص على جمع وخلال عام الرمادة وهي المجاعة التي ضربت المدينة قام عمر بإنشاء دار الدقيق لتخزين المواد الغذائية وتوزيعها على الوافدين إلى المدينة هروبا من الجوع. وأدرك عمر أهمية الجانب العقائدي فكان في خطبه يحث الناس على التوبة والاستغفار ليرفع الله عنهم البلاء، كما حرص على صلاة الاستسقاء لسقوط الغيث وسقي الزرع. والتجربة الثالثة لعمر بن عبد العزيز، فبعد توليه الخلافة أعاد توزيع ثروة خلفاء بني أمية بالعدل بادئا بنفسه وبأهل بيته، كما حرص على جمع أموال الزكاة وإنفاقها على المحتاجين حتى لم يجد لمن يعطيها، وخصص دارا لإطعام المساكين وأبناء السبيل، وشجع الزراعة من خلال إلغاء الضرائب على الفلاحين ومنحهم المساعدات لتحفيزهم على العمل، وساعد على إحياء الأراضي، ووضع قواعد على أموال الخراج حتى لا يظلم الفلاحين وأصحاب الأراضي. وبفضل سياسته عم الرخاء جميع أنحاء الخلافة الإسلامية.

Publié dans la revue: المجلة التاريخية الجزائرية