الحوارية في مقامات ابن ميمون الجزائري

Résumé: ان النظرية الحوارية تأسست على مقاييس اساسية فاعلة، اهتم بها التحليل التداولي، و اولاها عناية كبيرة، وهي : النص، السياق، المؤلف و المتلقي. ان الممارسة الحوارية ممارسة لفعل تواصلي مع الآخر، سواء أكان هذا الآخر شيئا مجردا، ام محسوسا، كما انها ممارسة لغوية، دلالية لا يستطيع المرء ان ينجو من مصيدتها. ان المبدع حين يلقي خطابا فإنه بذاك يحاور جمهورا معينا، هذا الجمهور قد يكون منتميا الى افقه وسياقه الثقافي وقد لا يكون كذلك، و المتلقي بدوره يتفاعل معه اما بالقبول او الرفض، وهو ما يؤسس مبدأ الحوارية بين الطرفين، ويحدث بذلك حوارا بين ذوات مختلفة ان العلاقة الحوارية تنشأ كذلك بين الأفراد، وثقافاتهم، وحضاراتهم، وايديولوجيتهم، وهذه العلاقة لا تنشأ الا اذا انفتحنا على الآخر واعتبرناه جزء من كياننا الذاتي. ان النص لا يفهم الا بوضعه في اطار النصوص التي تحاور معها صاحب النص، وانتج نصا جديدا هجينا، اي دون الرجوع الى المرجع الذي اعتمده المؤلف كأساس لبناء نص جديد على انقضه. ان مفهوم الحوارية لا يقف عند حدود البعد التناصي فيه وآليات اشتغاله، وانما يتعداه الى ابعاد اخرى فلسفية، واجتماعية، ونقدية ... وقد تتمظهر في صور و اشكال مختلفة، فقد تكون في الاسلوب، او الذوات، او الاجناس الادبية، او اللغات، او الازمنة ...الخ فالمبدع حين يستحضر نصا آخر في خطابه فإنه يؤسس بذالك حوارا بين ذواتين(ذات المبدع و ذات صاحب النص المستحضر)، وبين اسلوبين (اسلوبه واسلوب النص الجديد)، وبين لغتين و جنسين ادبيين مختلفين، هذه المظاهر كلها قد تكون منتمية الى افقه و سياقه الثقافي و قد لا تكون كذالك. يتأسس فضاء مقامات ابن ميمون من مختلف اشكال التداخل النصي و الثقافي، ومن مستويات التكسير للغات و الخطابات، والذوات، والنبرات، والاجناس الادبية المختلفة.

Publié dans la revue: