فدائيات منطقة سيدي بلعباس ودورهنّ خــلال الثورة التحريرية (1954-1962)

Résumé: لم تكن المرأة الجزائرية عامة والمرأة العباسية خاصة في معزل عن أحداث الاستعمار أو ثورة التحرير، فكانت الدعامة الرئيسة المساندة لأخيها الرجل، فكانت الجرعة الثانية والنفس الجديد ضد فرنسا الاستعمارية، فاستطاعت أن تكسر الحصار الذي حاول الجيش الفرنسي تطويقه على المجاهدين، فكانت مساهمتها كبيرة في المدن والأرياف لتخترق الصفوف الأولى. فالمرأة المحاربة في الأرياف والمداشر والجبال تحملت أعباء الثورة، وتناغمت أناملها مع أوتار الرشاش تارة، وتارة أخرى تحفز الستائر من دشم وخنادق، وكنظيرتها في المدن تحملت واجبها الوطني فكانت السند القوي للفدائيين والمسبلين كدرع ضد قمع البوليس الفرنسي واستخباراته، والتملص من مراقبته اللصيقة لتحل محل أخيها الفدائي وتنفذ بإيجابية عمليات أسندت لها من قبل جيش التحرير الوطني. فكان نشاطها ونضالها خلال الثورة التحريرية على عدة أوجه في المدن كنّ مناضلات مهمتهن جمع المال، مسؤولات لجان إدارية، فدائيات( وضع القنابل في الأندية ومقاهي المستعمرين ودور السنيما...) ومراقبة تحركات العدو والتبليغ عن الخونة، كما تحملت المرأة الريفية بالدرجة الأولى عبئ إطعام المجاهدين رغم خط الفقر المدقع، والتمريض، وتوفير اللباس...وهي صورة واضحة لرفض المرأة الذل والهوان، ومساهمة المرأة مباشرة في ثورة التحرير ، وعن مدينة سيدي بلعباس كان آذان الجهاد الثوري قد تغلغل في أذهان شرائح المجتمع ولباه الكائن الحي حتى الشجر والحجر لأن القضية الجزائرية قضية عادلة ، بل وواجهت الموت شهيدة، مجاهدة، مشيدة لصرح وطن حر، إذن لم تتخاذل المرأة الجزائرية على نداء الثورة وتحملت مسؤوليتها كاملة اتجاه الوطن والتاريخ لتحمل لواء الأدوار الأساسية رغم سقوط مثيلاتهّن في ساحة الشرف. وعن مدى مساهمة المرأة العباسية أثناء الثورة التحريرية أحاول تقديم نماذج من مجاهدات سيدي بلعباس اللواتي سقطن بميدان الشرف إلى جانب أشقائها الرجال في سبيل حرية وكرامة هذا الشعب الأبي، كما نلاحظ أن منهّن مازلن على قيد الحياة يتذكرن وقع الأحداث الثورية بمنطقة سيدي بلعباس كما أنها لو حدثت البارحة بتصريف وأمانة

Publié dans la revue: