السلوك الديني وأشكال مظاهره الاجتماعية والاقتصادية.«أنموذج السلوك التجاري»

Résumé: ملخص الدراسة: يتمحور موضوع هذه الدراسة حول:«السلوك الديني وأشكال مظاهره الاجتماعية والاقتصادية»، أي مظاهر التدين الخارجي وعلاقته بالقيَّم الدينية الإسلامية وتطبيقاتها في الحياة اليومية، خاصة في مجال المعاملات الاقتصادية ذات الطابع التجاري التي قامت عليها هذه الدراسة تحديداً، لإظهار العلاقة بين مظاهر التدين (الجديد)، والممارسة الميدانية التي لا تمثل جوهر العقيدة الإسلامية بالنسبة للعيَّنة المبحوثة على الأقل، وإنما هي سلوك وممارسة، القصد منها الفاعلية الاقتصادية، وهذا اعتماداً على أن الالتزام في تطبيق الشعائر الدينية ولو ظاهرياً، كان يمثل أعلى نسبة عند المبحوثين، لكون النشاط التجاري يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين بصفة عامة. وتنسجم نتائج هذه الدراسة، مع المؤشرات التي وضعت لفهم معاملات المبحوثين في نشاطهم التجاري الذي يخضع غالباً لقوانين السوق، وليس للقيَّم التي تحددها المرجعيات الدينية. وفي هذا السياق، يرى «ماكس فيبر»، في كتابه (الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية)، أن الإنسان يساق من باطنه وليس من ظاهره، أي أن مؤشرات التدين ما هي إلا مظهر خارجي لا تنطبق من حيث العمق والسلوكيات التجارية لدى الفئات المبحوثة والمندمجة في شكل مجموعات تجارية. فكل مجموعة تمثل شبكة اقتصادية تخضع في ممارستها لقوانين السوق الحرة والموازية، على حساب قوانين الضبط الأخلاقي؛ التي تنص عليها الشريعة الإسلامية، ولا تتماشى في ذات الوقت مع القوانين المعتمدة رسمياً، والمنظمة للنشاط الاقتصادي؛ إن كان على مستوى الممارسة التجارية، أو المعاملات المالية؛ أي أن مظاهر التدين الخارجي ما هي إلا علامة وإشارة للتعارف بين الفاعلين في هذه الشبكة. والجماعة الأكثر وضوحاً في هذه الجماعات، هي الجماعات ذات الانتماء السلفي، حسب التسمية المعلنة: أهل السنة والجماعة، لكن هذا لا ينفي التلاقح بين هذه الجماعة وبعض الجماعات الأخرى، التي تنتمي إلى تيارات أخرى، لكن يجمعها مع الفئة الأولى المصالح الاقتصادية. وهنا يمكننا القول: أن النتيجة تشير أكثر إلى أن مظاهر التدين الجديدة تتميز بالسطحية، ويغلب عليها النفع التجاري أكثر من العقدي الإيماني.

Publié dans la revue: أسئلة و رؤى