الرؤية السردية في الرواية الجزائرية : رواية "طوق الياسمين" لواسيني الأعرج أنموذجا

Résumé: لقد تطورت الرواية الجزائرية حتى أصبحت على ما هي عليه من غزارة في التأليف وقوة في الانتشار وتعدد في الأغراض وتنوع من حيث اهتماماتها بمختلف مناحي الحياة، وبذلك احتلت مكانة مرموقة في الأدب العالمي . ومما لا شك فيه أن هذا التطور الحاصل، يرجع إلى احتكاكها بالآداب العالمية الأخرى ومسايرتها لما يسمى بالحداثة وقد أثر هذا الاحتكاك بالغير والتقارب من الآخر على البناء السردي في العمل الروائي فانعكس عليها هذا التأثر بالإيجاب أحيانا وبالسلب أحيانا أخرى ، شكلا ومضمونا. ولما كانت الرواية بسيطة في لغتها، متسلسلة في أحداثها، واضحة في أهدافها قوبلت بالرفض داخل المجتمع، وعليه حاول كتاب الرواية كسر هذا النمط التقليدي الذي يلزم الكاتب بمراعاة قيم المجتمع واحترام عاداته وأخلاقياته وتحاشى الوقوع في المحاذير ( الدين والسلطة والجنس) فأصبح الروائي أكثر حرية في التعبير عن ما يجول بخاطره بمختلف الأساليب والرؤى السردية . ومن تجليات الحداثة في الرواية الجزائرية التوظيف الجيد لمختلف المكونات السردية التي ينبني عليها الخطاب الروائي كالزمن والمكان والشخصية والرؤية السردية . وتعد تقنية الرؤية السردية أو وجهة النظر أو التبئير، من أصعب التكتيكات " Tactiques " التي تواجه الروائي أثناء سرد أحداث قصته و توزيع الأدوار على شخصياته . وقد تفنن الروائي واسيني الأعرج في توظيف هذه التقنية بتنويع الرؤى السردية في روايته "طوق الياسمين" وقد مكنتنا هذه الدراسة باستخلاص النتائج التالية : - التوظيف الجيد لضمير المتكلم " أنا " " je " الدال على حضور الراوي داخل العمل الروائي، وضمير الغائب "هو" " IL " الذي يوهم القارئ بغياب الراوي رغم حضوره الدائم و توجيهه لدفة السرد وكذا ، استخدامــه لضمير المتكــلم '' أنت '' " Tu " أو ما يسمى بالضمير الثالث في السرد العربي ، متجاوزا النمط الكلاسيكي في السرد ، مجاريا عمالقة الرواية الغربيين الذين سبقوه إلى توظيف هذا النمط السردي أمثال بالزاك و ميشال بيتور . ونشير إلى أننا حاولنا في هذا العمل قدر الإمكان التمثيل لكل نوع من الرؤى السردية الحاضرة في النص الروائي باعتماد المنهج البنيوي الوصفي المرفق بالشرح و التحليل .

Publié dans la revue: