الحقوق والحريات في ظل القطبية الأحادية: بعض الإشكاليات في المفاهيم وآليـات التدخـل في ظل النظام الدولي الجديد.

Résumé: تنطوي مفاهيم الحريات العامة والحقوق على محاور واسعة تتقاطع مع جوانب متعددة كالإطار القانوني الذي يحفظ القانون ويحقق للفرد الأمن والحقوق الاجتماعية والسياسية، كما يشير إلى جوانب مجتمعية كحق الأقليات العرقية والدينية والمعرفية ونبذ التفرقة والتمييز. وفي ظل القطبية الأحادية – منذ إعلان بوش الأب في1991 عن التبشير بإعلان قيام نظام عالمي جديد تسوده – مفاهيم الحرية والديمقراطية «حتى لو تطلب الأمر التدخل في أي نقطة في العالم» لأجل ضمن الحريات والحقوق، فقد أخذت الحريات والحقوق منعرجا مفاهيميا جديدا يكرس انعكاسا كليا في السياسة الخارجية للدول الكبرى يقوم أساسا على التدخل كأسلوب متجدد و"فعال" لصون الديمقراطية في دول الجنوب وإذا كانت دول الشمال وعلى رأسها –الولايات المتحدة- تحترم حقوق الإنسان إجمالا في بلدانها وبالنسبة إلى مواطنيها، فإنها لا تتوانى في خرقها، أو على الأقل في السكوت عن العبث بها في بلدان الجنوب فكأنما البشرية تنقسم في نظرها إلى قسمين:(1) الأول يعيش في الشمال وهو حري بحقوق الإنسان. والثاني يعيش بالجنوب وهو دون منزلة الإنسان وبالتالي يجوز خرق حقوقه فلا عجب إذن أن تتدخل القوى الكبرى في شؤون بلدان الجنوب كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وقد يذهب بها الأمر إلى تسخير أحدث تقنياتها لقصف سكانها ومنشآتها بصفة عشوائية دون اعتبارات حقوق الإنسان . وكثيرا ما تتواطأ مع الأنظمة الاستبدادية بهذه البلدان غاضة الطرف عن قمع الحريات وحتى ممارسة التخريب فيها، وبينما لا تبالي الدول الكبرى بتصرفات الأنظمة المستبدة التي تتماشى مع مصالحها فهي حريصة أشد الحرص على حقوق الإنسان في البلدان التي تناهض هيمنتها ولا تتلاءم أنظمتها السياسية مع مصالحها. إن إشكالية هذه الورقة تتمثل فيما يلي: ما هي مكانة الحريات العامة والحقوق ضمن المتغيرات الدولية المعاصرة وفي إطار سياق مكونات العولمة؟ (خصوصا بعد أحداث 11سبتمبر2001) ويتفرع عن هذه الإشكالية التساؤلات التالية: - ما المقصود بالنظام العولمي الجديد؟ - ما هي مكانة الحريات العامة وحقوق الإنسان في ممارسات القوى الكبرى- أمريكا نموذجا – ؟ - ما الذي حدث في الخطاب الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر2001 – في مجال حرية التدخل لمكافحة الإرهاب؟

Publié dans la revue: مجلة الحقيقة