الإعتذار في الشعر الجاهلي
Résumé: لقد حظي الشعر الجاهلي باهتمام كبير من طرف الدارسين و الباحثين و ذلك لأنه لازال جزءا منه يفتقر للدراسة و البحث و التقصي . دراسة تكون متخصصة جادة تزيح عنه الإبهام و مختلف الظلال . فالحديث عن الشعر الجاهلي يعد باكورة أدبنا العربي الذي وصلنا عن تراث هذه الأمة فمهما تنوعت أنواع ذاك الشعر و أغراضه تبقى تلك الأغراض تميزه عن باقي أنواع الأدب الأخرى ، فكان موضوع اختياري دراسة أحد تلك الأغراض ألا و هو غرض الاعتذار كغرض مستقل بذاته و الذي قل كثيرا في الشعر الجاهلي ، و ذلك لدوافع عدة منها : طبيعة العربي الذي يعتز بنفسه و بكرامته ، و أيضا طغيان جانب الغرور عليه ، إلا أن هذا لم يمنعن من أن أبحث و أتقصى و أجمع ما قيل في الاعتذار في الشعر الجاهلي ، و كتخصيص لهذا الغرض اخترت النابغة الذبياني ليكون نموذجا لهذه الدراسة كونه أشهر الشعراء في فن الاعتذار في الجاهلية فكان لندرة هذا الغرض و قلته في الشعر الجاهلية سببا رئيسا في دراستي لهذا الموضوع بالإضافة إلى دوافع أخرى هي : - كون النابغة من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي و كذلك الطريق الذي نهجه في الشعر " الاعتذار " و الذي سلكه الشعراء من بعده إلى الآن. - فما كتب حول شعر الاعتذار عامة و شعر اعتذار النابغة خاصة جعل قارئ هذا الشعر يصطدم بالعديد من المعميات كما تتبادر إلى ذهنه ألوان من التساؤلات . فكان لهذا الشاعر الحظ الوافر من الدراسات من قبل عدد من الكتاب الذين أفردوا له مجالا للدراسة في كتبهم و من هؤلاء : محمد زكي ألعشماوي في : " النابغة الذبياني مع دراسة للقصيدة العربية في الجاهلية " و أيضا : إيليا حاوي في " النابغة : سياسته وفنه و نفسيته " و لرصد موضوعي حاولت تقديمه في خطة تنسجم و الموضوع، حيث كان استهلاها مقدمة منهجية حاولت من خلالها توفير الشروط الواجب توفرها لأنتقل إلى عرض مكون من فصلين نظريين و ثالث تطبيقي. الأول : عنونته: التعريف بالشاعر النابغة الذبياني فتحدثت فيه عن نسبه و كنيته مولده و نشأته مراحل شعره ، الأغراض التي كتب فيها و الخصائص الفنية لشعره الثاني: كان عنوانه : الاعتذار ، دوافعه ، أعلامه وموضوعاته ،وقد خصصته للحديث عن الاعتذار وأعلامه، دوافعه، طريقته،وقيمته. الثالث : تعمدت أن يكون مقاربة تحليلية لاعتذارات النابغة حيث تناولت اللغة و الأسلوب، الصورة الفنية، و الموسيقى، و خلصت إلى خاتمة كانت استنتاجا لبعض ما توصلت إليه من خلال دراستي. أما فيما يخص المنهج المتبع، فقد كان المنهج الأنسب هو " التحليلي " أداتا لرصد هذا الموضوع. - و من مختلف المصادر التي اعتمدت عليها ، و المراجع التي بإمكانها إثراء هذا الموضوع ما يلي : المصادر : القرآن الكريم ، ابن منظور " في لسان العرب " ، " ديوان النابغة الذبياني " ، شرح حنا نصر الحتي . المراجع : عبد العزيز نبوي " دراسات في الأدب الجاهلي "، سعد إسماعيل شلبي ، " الأصول الفنية للشعر الجاهلي " و غيرها من مصادر و مراجع أخرى ساعدتني كثيرا في إعطاء هذا الموضوع حقه من البحث و الإثراء و في ختام رحلتي هذه في عالم البحث و التقصي لهذا الموضوع ، أخلص إلى استنتاج جملة من النقاط أدرجها فيما يلي : - لقد كان النابغة أول شعراء فن الاعتذار ، فكان في اعتذاره يجمع بين الفن و السياسة مبدعا بين مختلف شعراء الجاهلية ، فقد عرفه السابقون ليبقى محط إعجاب اللاحقين ، فيمهد بذلك الطريق للمعتذرين ممن جاء بعده . - النابغة شاعر متميز عن غيره ، فهو رقيق الحس ، له خيال واسع رحب في اختيار الألفاظ و المعاني و توظيفها في اعتذارياته ، كما يمتلك خصائص و مميزات أو لنقل صفات أخلاقية حميدة كانت السبب في علو منزلته و الترفع بقدره و مكانته . - تذلل النابغة إلى حد المهانة إلى النعمان بن المنذر عجيب و ذلك لكونه عاش في البيئة الجاهلية القائمة مبادئها على الكرامة و الإباء . - عندما نقل لنا النابغة تجربته التي مر بها و النعمان إلى نفوسنا ، نلاحظ أن الفترة التي مرت علينا من تقاطع النابغة و النعمان جعلنا نحس اتجاه تلاوة قصائده بالإحساس
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!