إشكالية الخطاب السيميائي في النقد الأدبي المغاربيـ دراسة في نقد النقد
Résumé: يأتي هذا البحث حلقة ضمن سلسلة طويلة من البحوث، التي أخرجت إلى النور في إطار نقد النقد، حيث قام على استقراء بعض ما كتب من دراسات نقدية سيميائية، مستندا إلى عيِّنات ونماذج محددة مما أنجز من بحوث أكاديمية، وأطاريح جامعية، في أقسام وكليات اللغة العربية وآدابها، في عدد غير قليل من الجامعات المغاربية، بهدف مقاربة الإشكالية المطروحة على مستوى الخطاب السيميائي، تنظيرا وتطبيقا، ورصد تجلياتها في المشهد النقدي المغاربي العام، وصياغتها في معادلة صحيحة، تتغيى حلولا ملائمة عاجلة. وذلك باعتبار هذا الخطاب حقلا معرفيا مشبعا بالأسئلة والمطارحات النقدية العلمية، التي تستدعي دراسات متخصصة، يكمل بعضها بعضا، تعين على فهمه واستيعابه، ليس في سياقاته النقدية فحسب، وإنما ضمن سياقاته الثقافية أيضا. لذلك سعى الباحث حثيثا لأن يقتفي آثار إشكالية هذا الموضوع، متحسسا ملامحها في الدرس النقدي على مستوى بعض أقطار المغرب العربي، في ضوء مرجعيات السيميائية الأساسية ومظانها والأصلية، الفلسفية والنظرية والمنهجية والاصطلاحية، من منطلق أن النقد المغاربي، ومن ضمنهالخطاب السيميائي، إنما يستمد حمولته المعرفية من الساحة الغربية، على نحو يطرح أسئلة أكثر مما يقرر حقائق وإجابات. الأمر الذي جعل البحث يستقر على قناعة مفادها، أن خطابنا السيميائي، يبدو وكأن الاهتمام به في مشهدنا النقدي، لا يستند بالضرورة إلى قناعات معرفية بالسيميائية كنظرية يعول عليها لتحديث الأدوات النقدية الإجرائية والكشفية، بقدر ما جاء استجابة لإكراهات ثقافية وبيداغوجية اقتضتها تحولات الدرس الجامعي والبحث الأكاديمي. وهو ما يمكن أن تفسيره على ضوء جملة البحوث والدراسات السيميائية المنجزة التي تناولها البحث بالدرس بالتحليل. إذ يرى الباحث أن هذه المنجزات، لم تكن بأي حال جزءا من حل المشكلة النقدية، وإنما جاءت جزءا من المشكلة في ذاتها، نظر الغياب الرؤية النقدية الواضحة، على مستوى الإستراتيجية والإجراء. ولعل ذلك نتج عن الاسترسال الواسع في النهل، بلا حدود، من نظريات مختلفة لا تؤمن بوارقها، انعكس سلبا على واقعنا النقدي. ومما زاد من تفاقم المشكلات، كثرة الحجاج واشتداد اللجاج بين الباحثين، بشأن كثير من القضايا النقدية، لعل أخطرها الاختلافات الحادة في ترجمة المصطلحات المتعلقة بالبحث السيميائي، بداية من مصطلح "السيميائية" التي تعددت ترجماتها على نحو غريب حتى أصبحت تعني في مشهدنا النقدي، كل شيء ولا شيء في الوقت ذاته. ومن هذا المنظور، حاول البحث الإجابة عن الأسئلة المطروحة، من خلال تناول عينة نموذجية من مدونة هذا الخطاب، مستندا إلى تجليات السيميائية في العملية النقدية، مناقشا أهم قضاياها وملابساتها وامتداداتها الفلسفية والنظرية والمنهجية والاصطلاحية. مع الإشارة إلى أن البحث لا ينطلق من فراغ أو أحكام مسبقة، وإنما يقوم على أبرز الدراسات السيميائية المنجزة في الساحة النقدية المغاربية المعاصرة، ليس باعتباره قراءة إحصائية، تعنى بكل الشواهد والدراسات في هذا المجال، أو هو حالة متوترة ناجمة عن الموازنة بين هذا الناقد أو ذاك، فهذا ليس من صميم اهتمامات الباحث ولا من مقاصده، وإنما بوصفه محاولة جادة، تأتي لسد حاجة المكتبة العربية إلى رؤية موضوعية شاملة، تتجاوز القراءة التلفيقية والنظرة التجزيئية القائمة على الاستقراء الناقص. إننا نحسب هذا البحث معرفة كشفية، تستقرئ نماذج لمجموعة من النقاد والدارسين، يمكن أن تقوم حجة، تنسحب على قطاع واسع في مشهدنا النقدي، بعيدا عن الأحكام المسبقة والتعميمات العشوائية. ذلك أن الإشكالية-أي إشكالية- حين تعبر عن الشعور العميق بالمشكلة، قد تمثل نصف الطريق إلى المعرفة أو الحل. لذا يأمل الباحث أن تكون إشكالية هذا البحث، هي الباب الذي ندلف منه للنظر في شأن هذا الخطاب نظرية وإجراءات واصطلاحات، بما يتيح تفسير الأعمال الإبداعية الأدبية وتقويمها وتوجيهها، تعزيز لهويتنا الثقافية العربية وحفاظا على خصوصيتنا الحضارية، في عصر اتسم بصراع الهويات المختلفة والتحديات الإيديولوجية التي نتجت تحت ضغط إكراهات زمن العولمة.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!