البحث العلمي في علم الاجتماع (توصيف الواقع واستراتيجيات المواجهة)
Résumé: إن البحث العلمي مجموعة خطوات وإجراءات منهجية يستوجب على الباحث الالتزام بها من بداية بحثه، أي من مرحلة الإحساس بالمشكلة إلى صياغتها، إلى ما بعدها من مراحل، وبدون هذه المراحل يصبح الباحث دون هوية بحثية، تماما كنازل النهر أو البحر بزورق دون مجاذيف، وعليه فالخطوات المنهجية تعتبر مرشدا وموجها للبحث. إن أولى مراحل العملية البحثية هي مرحلة الإحساس في المشكلة وهي مرحلة مهمة وخطيرة في نفس الوقت، مهمة لكونها تمهد للباحث المراحل المنهجية القادمة أي مرحلة صياغة الإشكالية وما ينطوي تحتها من تساؤلات وفرضيات، أما كونها خطيرة فلأن الطالب/ الباحث إذ لم يقدر هذه المرحلة فإنه لا محالة سيواجه مشكلات في الخطوات القادمة. بعد الإحساس بالمشكلة تأتي مرحلة ترجمة هذا الإحساس إلى جملة من التساؤلات يتخذها الباحث منطلقا نحو اكتشاف وتفسير مجموعة من الموافق الغامضة التي تحتاج إلى حلّ، ويتأتى ذلك عن طريق البحث والتقصي، وهذا يعني بالضرورة أن جملة التساؤلات التي يصوغها الباحث يجب أن تعبر عن موقف غامض أو إشكال حقيقي، لا أن تكون تساؤلات ساذجة أو بديهية إجابات معطاة واضحة لا تحتاج إلى أدنى جهد، فتنافى بذلك شكل ومضمون الإشكالية في حد ذاتها التي يفترض أنها صيغت وأعدت لتقدم موقفا إشكاليا يبحث عن حلّ ذ، وهذا المطب المنهجي هو ما يقع فيه أغلبية الطلبة. إن تركيزنا على الإحساس بالمشكلة وصياغة الإشكالية كان نابعا من أهميتها في تحديد معالم البحث، فإجادة صياغة هذه المرحلة يسهل اشتقاق الأبعاد والمؤشرات التي تتشكل منها محاور الاستبيان أو المقابلة فيما يعد كأداتين مهمتين يستخدمها الباحث في جمع معلوماته، كما يسمح التحكم في هذه المرحلة بوضع تصور عام للدراسة في شقها النظري أي ما تتضمنه من فصول ومباحث، إضافة إلى تحديد المنهج والعينة التي سنعتمد عليها في تطبيق الأداة المتبناة في الجانب الميداني للدراسة. إن كل ما تقدم ذكره يدلل على أهمية هذه المرحلة، وهو ما يفترض الالتزام به من طرف الطالب، لكن عند استقراء المذكرات المنجزة أو التي في طريقها إلى الإنجاز خلال هذا السداسي الأول من الموسم الحالي نعثر على مفارقة وتناقض صارخ، إذ لا علاقة بين ما تطرقنا إليه (ما يجب أن يكون) وما هو موجود فعلا، وهو ما شكل إشكالية تحتاج إلى وقفة تشخص هذا الواقع، لأن انتفاء وقفة مثل هذه تشخص وتقيم وتقف عند الأخطاء من أجل التصحيح من شأنه أن يؤدي لا محالة إلى تكريس الرداءة وتوريث الأخطاء
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!