التيار الأوراسي الجديد: قراءة في أثر العوامل الحضارية على استعادة و تعزيز المكانة الدولية لروسيا في عهد فلاديمير بوتين

Résumé: تتناول هذه الدراسة الدور المتنامي للفكر الأوراسي الجديد في إعادة تشكيل السياسة الخارجية الروسية من منطلق حضاري وثقافي. وقد برز هذا التيار كإطار فكري يعكس رفضًا للهيمنة الغربية ويؤكد على الخصوصية الحضارية لروسيا كقوة أوراسية تجمع بين مكونات الشرق والغرب. وتسعى الدراسة إلى تحليل الكيفية التي يُوظّف بها هذا الفكر في رسم ملامح السياسة الخارجية الروسية، ولا سيما تجاه محيطها الإقليمي ومنافسيها الجيوسياسيين. ترتكز الورقة على فرضية مفادها أن الأوراسية الجديدة تُشكل أحد المحددات الحضارية والسياسية التي تؤثر في توجهات موسكو الخارجية، من خلال تعزيز فكرة "روسيا كعالم حضاري مستقل" وإضفاء أبعاد ثقافية وتاريخية على علاقاتها الدولية. ولتحقيق ذلك، اعتمدت الدراسة على تحليل الاتجاه العام للخطاب السياسي الروسي، ودراسة نماذج من السياسات الروسية في فضاءات النفوذ التاريخي، مثل أوكرانيا وآسيا الوسطى. وتخلص الدراسة إلى أن الأوراسية الجديدة تمثل مزيجًا من الطموحات الجيوسياسية والدوافع الحضارية، وأنها أصبحت جزءًا من استراتيجية روسيا لاستعادة مكانتها العالمية، من خلال الترويج لهوية حضارية مميزة تنافس النماذج الغربية وتؤسس لتحالفات بديلة على أسس ثقافية وجغرافية مشتركة. This study explores the growing role of Neo-Eurasianist thought in reshaping Russia's foreign policy from a civilizational and cultural perspective. Emerging as an ideological framework that rejects Western dominance, Neo-Eurasianism emphasizes Russia's unique identity as a Eurasian power that bridges the East and the West. The study analyzes how this worldview is utilized to shape Russia’s external behavior, particularly toward its regional surroundings and global rivals. The central hypothesis is that Neo-Eurasianism functions as a civilizational and strategic determinant in Russian foreign policy by promoting the notion of "Russia as a distinct civilizational world" and embedding historical and cultural narratives into its international relations. The paper employs political discourse analysis and case studies—such as Russia’s policies in Ukraine and Central Asia—to investigate the influence of this ideological current. The study concludes that Neo-Eurasianism represents a blend of geopolitical ambitions and civilizational motives. It has increasingly become part of Russia’s strategy to reclaim its global standing by offering an alternative identity model to Western liberalism, aiming to build alliances based on shared cultural and geographical foundations

Publié dans la revue: Algerian Journal of Human and Social Sciences