الخطاب التداولي في الموروث البلاغي العربي من القرن الثالث الهجري إلى القرن السابع الهجري
Résumé: حاولنا من خلال هذه الرسالة الموسمة بعنوان : الخطاب التداولي في المورث البلاغي العربي من القرن الثالث الهجري إلى القرن السابع الهجري ، طرق باب المثاقفة الحقيقية بين ثقافتين مختلفتين ( زمنيا و جغرافيا ) و هذا من خلال استنطاق و استقراء أهم المعالم المنهجية و الدعائم المعرفية التنظيرية و الإجرائية التي نبعت من لدن البلاغين العرب في مؤلفاتهم و دوارينهم في الفترة المحددة سلفا .إذا استنطقنا الرصيد المعرفي الذي خلفه هذا التراث ، نلقي دخرا ثمينا من الأفكار النيرة الحالمة في طياتها تفسيرا و تقنينا لبعض القيود الإستراتيجية التي تسمو بالأداء اللغوي نحو القول الفصيح و البلاغة الحقيقية بطريقة راقية و ناضجة فجرت بنابيع التلاقي المعرفي و الانصهار المنهجي بينها و بين طروحات و تنظيرات الدرس التداولي المعاصر المختص بتقنين و زرع الأدوات و الإجراءات الإستراتيجية المتعلقة بالخطاب الناجح و المقال في بعده التواصلي .أمام هذا الطرح ، كان لزاما علينا للإجابة على بعض الأسئلة التي نحسبها من الأولويات و الركائن التي ينبغي لبحثنا الوقوف عندها و من بينها : هل انطوت تنظيرات و أفكار البلاغيين العرب المنتمين إلى الحقبة الزمنية المذكورة سابقا على تخريجات و تصورات متناسقة حول اللغة في بعدها التواصلي بشكل عام و التداولي بشكل خاص ؟ و إذا كان الأمر كذلك : فما هي الطروحات البلاغية التي تسعفنا إلى تلمس بعض الومضات التداولية ؟ و هل انطوت علوم البلاغة العربية ( المعاني ، البيان و البديع ) و المباحث تحت لواءهما على أمس و أبعاد ذات معالم معرفية تتقفاها الطروحات التداولية المعاصرة و هي تتعامل مع مسالة الإنتاج اللغوي ؟و في إطار محاولتنا العلمية التي الفت على عاتقها الإجابة على هذه الأسئلة ، ألفيتنا تغوص فكريا أهم المضامين الفكرية المنتمية إلى تاريخ البلاغة العربية بمختلف مراحلها من القرن 3 حتى القرن 7 ه ، و التي رأينا أنها تنسجم إلى حد بعيد مع طروحات العلماء و الفلاسفة اللغويين ذوي النزعة التداولية و من بينهم الجاحظ ( ت 255 ه) و ابن قتيبة ( ت 276 ه) و المبرد ( ت 285ه) ، و قدامة بن جعفر ( ت 377ه) و عبد القاهر الجرجاني ( ت 471 ه) و السكاكي ( ت 626 ه) وصولا إلى تنظيرات الخادم القرطاجني ( ت 684 ه)، و محاولة لإثبات هذه المقتضيات التصورية استندنا على مجموعة من الحجج و البراهين الفكرية التي تثبت هذه النظرة الإنصهارية بين الدرسين ( البلاغي العربي / التداولي المعاصر ) و تعزل فكرة الإسقاط التعسفي .بالإضافة إلى هذه الوقفات التأملية ، حاولنا القبض على أهم المعالم و الأسس التداولية الواقعة ضمن إطار بوثقة علم للمعاني معتمدين على مجموعة من المباحث الفرعية المندرجة تحت لواءه كظاهرة الحذف و الخبر و الإنشاء و الفصل و الوصل ... و التي أثبتنا أنها تعقد فصول تشابه و تماثل معرفي و منهجي مع أهم الآليات التداولية المعاصرة كالأفعال الكلامية و الاستلزام الحواري ... ، ثم عكفنا على تبيان أهم القضايا المفاهمية المشتركة بين آليات علم البيان و المبادئ التداولية المعاصرة ، لنصل في الأخير إلى معانيه المسار و الاتجاه التداولي القصدي المتموضع في صلب بعض الآليات البديعية كالالتفات مثلا .
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!