كُتُبُ النّحْوِ: مُشْكِلاتُها المَنْهَجِيَّةُ، وَعُيوبُ مُحْتَوَياتِها

Résumé: تَتَضَمَّنُ ورَقَتُنا البَحْثِيَّةُ الَّتِيْ تَبَنَّيْنا فيها المَنْهَجَ الوَصْفِيَ-التّحْليلِيَّ، دِراسَةً نَحْوِيَّةً نُثيرُ فيْ ظِلِّها جُهودَ النُّحاةِ القُدامى وَالمُحْدَثينَ فيْ إدْخالِ التّعْديلاتِ اللاَّزِمَةِ على كُتُبِ النّحْوِ بِغَرَضِ تَيْسيرِ تَعْليمِيَّتِهِ بَعْدَ أنْ أَحْصى الباحِثونَ وَالدَّارِسونَ لِلنَّحْوِ العرَبِيِّ عِلَلاً وَعُيوبًا كانَتْ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ سَبَبًا فيْ صُعوبَتِهِ، وَتَعْقيدِهِ، بَلْ وَحَتَّى فيْ جُمودِهِ، الأمْرَ الَّذِيْ أَرْهَقَ اللُّغَةَ، وَوَقَفَ حائِلاً دونَ اِزْدِهارِها، وَنَمائِها، وَتَجَدُّدِها نَظَرًا لاِرْتِكازِ الصِّناعَةِ النّحْوِيَّةِ على الفلْسَفَةِ اليونانِيَّةِ، وَالمَنْطِقِ الأَرِسْطِيِّ، فَنَشَأَتْ بِذلِكَ المَدارِسُ النّحْوِيَّةُ، وَاِتَّسَعَتْ دائِرَةُ الخِلافِ بَيْنَ النُّحاةِ، وَاِشْتَدَّ الصِّراعُ بَيْنَهُمْ حَتَّى عَجَّتْ كُتُبُ النّحْوِ بِبَعْضِ العُيوبِ، مِثْلُ: كَثْرَةُ الأَبْوابِ النّحْوِيَّةِ وَتَداخُلُها، وَالتّفْريعاتُ الكَثيرَةُ، وَتَعَدُّدُ وُجوهِ الإعْرابِ، وَالإغْراقُ الشَّديدُ فيْ القِياسِ وَالتّأْويلِ، وَاِضْطِرابُ العَناوينِ، وَصُعوبَةُ اللُّغَةِ الَّتِيْ قُيِّدَتْ بِها مَضامينُ النّحْوِ، وَالتَّكْرارُ، وَالحَشْوُ، وَغِيابُ الأهْدافِ وَالغاياتِ عِنْدَ التّأْليفِ، وَالتّضْييقُ فيْ مَصادِرِ الاِسْتِشْهادِ، وَتَوْسيعُ الفَتْرَةِ الزَّمَنِيَّةِ للاِحْتِجاجِ، وَعَدَمُ ثَباتِ القَواعِدِ النّحْوِيَّةِ لاِعْتِمادِها على الشِّعْرِ الَّذِيْ يَدْخُلُهُ التّغْييرُ وَالتّأْويلُ، وَعَدَمُ الثَّباتِ بِسَبَبِ الجَوازاتِ الشِّعْرِيَّةِ فيهِ، وَتأَثُّرُ النّحْوِ بِالمَناهِجِ الفِكْرِيَّةِ الأُخْرى، مثْلُ: المَنْطِقُ، وَعلْمُ الكلامِ، وَالفلْسَفَةُ. وَفيْ ضَوْءِ هَذِهِ العُيوبِ وَالمُشْكلاتِ فيْ كُتُبِ النّحْوِ، اِجْتَهَدَ النُّحاةُ القُدامى فيْ البَحْثِ عَنْ وَسيلَةٍ لِتَيْسيرِ النّحْوِ، فَأَلَّفُوا المُخْتَصَراتِ، وَالمَنْظوماتِ، وَالشُّروحِ. Our research sheet, in which we have adopted the descriptive-analytical approach, includes a grammatical study under which we evoke the efforts of ancient and contemporary grammarians to make the necessary modifications to grammar books in order to facilitate its teaching, according to scholars and scholars of Arabic, the grammar has listed the bugs and flaws that undoubtedly caused its difficulty, complexity and rigidity, something that has exhausted the language and hindered its prosperity, development and renewal in because of the grammatical industry's dependence on Greek philosophy and Aristotelian logic. Thus grammatical schools were established, the circle of disagreement between grammarians widened and the conflict between them intensified, until the grammar books were strewn with a few faults, such as: The great number of chapters and their overlapping, the numerous derivations, the multiplicities of expressions, the exaggeration in analogy and interpretation, and the confusion of titles, the difficulty of the language in which the grammar contents are composed, of repetition and tautology, the absence of goals and objectives when elaborating, the narrowing of the sources of examples, the expansion of the period of protest, the lack of stability of grammatical rules due to their dependence on poetry that involves change, interpretation, lack of grammatical stability and grammatical inconsistencies in others, such as: Logic, Theology and Philosophy. In light of these gaps and problems in grammar books, ancient grammarians strove to find a way to make grammar easier, so they composed abbreviations, educational poems, and annotations.

Publié dans la revue: التعليمية