النظرية النقدية عند ماكس هوركهايمر
2018
Mémoire de Master
Philosophie

Université 8 Mai 1945 - Guelma

د
دخيل نصيرة, مرابطي عايدة

Résumé: تعتبر مدرسة فرانكفورت من أبرز المدارس الفلسفية الغربية المعاصرة التي تطورت بفضل جهود روادها الذين أثروا اإلنتاج الفلسفي للمدرسة في مختلف أجيالها , األول تحت قيادة كل من ماكس هوركهايمر و أدورنو و الثاني ممثال في يورغن هابرماس و كارل أتوآبل , و الثالث ممثال في أكسل هونيت , و تشكل هذه المدرسة انعطافا مهما في مسيرة الفكر األوروبي المعاصر,حيث كان لها األثر الكبير و الفاعل في صياغة نظرية نقدية تتعامل مع السوسيولوجيا , الفلسفة , السياسة ‘الثقافة ,كأبعاد متداخلة و متشابكة في عملية تكوين و دراسة النظريات االجتماعية و األفاق المعرفية و الحضارية التي رافقت التطورات و التحوالت التي شهدها المجتمع األوروبي في ميادين االقتصاد و السياسة . و لقد انطلقت مدرسة فرانكفورت منذ نشأتها في مشروع بناء فلسفة اجتماعية تستمد مشروعية قيامه مباشرة من الفلسفة الماركسية و الهيجيلية ,هذه الفلسفة االجتماعية التي أعلن هوركهايمر عن قيامها منذ محاضرته االفتتاحية تعتبر اإلطار العام للمشروع الذي تمحورت حوله جهود كل رواد المدرسة بمختلف أجيالها بالرغم من مقدمة ب اطروحاتهم الفلسفية المتباينة إال أن هذا التباين ال يعني غياب جسر للتواصل بين مختلف أجيالها ,فمدرسة فرانكفورت تكتسي اليوم أهمية بالغة نظرا لثراء و تنوع كتاباتها المنفتحة على مختلف المرجعيات الفلسفية الكبرى من جهة و مواكبتها المعقدة المطروحة في المجتمعات المعاصرة و للتحوالت الفكرية ة االجتماعية و السياسية لعالمنا المعاصر من جهة أخرى . و المتتبع لمسار تطور المدرسة في نهاية األربعينيات و في الخمسينيات نجد أن روادها من الجيل األول هوركهايمر و أدورنو قد اتجها إلى نقد جذري للعقل و للحضارة الغربية بشكل أساسي , فقد حاول هوركهايمر أن ينشط النقد الثقافي الجذري و ناقش بدوره مسألة التسلط العسكري و المشكلة االقتصادية التي تشل الحياة االجتماعية ،كما بين مع زميله أدورنو أن مفهوم العقل تحول إلى طريق التنوير ، ليكون قوة العقالنية و لعل الحاصل من ذلك فرض العقل سيطرته ال على الطبيعة فحسب بل و على مقدمة ت الوسائل التي يستخدمها اإلنسان للسيطرة على الطبيعة قد سيطرت على ذاته,و نجد في مقدمة هؤالء المفكرين المحذرين من هذه الوضعية الكارثية على اإلنسان و المجتمع ,فالسفة مدرسة فرانكفورت النقدية من الجيل األول , و أخص بالذكر هوركهايمر و أدورنو اللذان عايشا عمليات التحديث في ألمانيا , خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية , و هذا ما دفعهما غلى السير في تقليد ثقافي و فلسفي ألماني يتخد من السلب و النفي وجه. ُ و النقد مبدأه الم لقد أُثار رواد مدرسة فرانكفورت الكثير من التساؤالت حول مختلف الحقول المعرفية , و برزت الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في الكثير منها باالعتماد على نقدهم للفكر الفلسفي و االجتماعي و رفضهم التماشي مع أطروحات النظام االجتماعي الذي كان قائما آنذاك و نقد إيديولوجيته. و لم يتوقف نقدهم عند حدود المجتمع و مؤسساته بل تجاوز ذلك ليمس البنية الفكرية و السياسية لهذا المجتمع , بهدف الوصول إلى صياغة نظرية نقدية للمجتمع , و هذا التوجه النقدي الجديد الذي بلورته مدرسة فرانكفورت , جعلها محل اهتمام النخب المثقفة في المجتمع األوروبي عامة , و المجتمع األلماني خاصة باعتباره المجتمع الذي تأسست فيه المدرسة , كما لقيت اهتمام المثقف األمريكي في أمريكا باعتبارها مقدمة ث مجتمع المنفى لكثير من روادها خاصة من الجيل األول , و لقد ترتب عن هذا االهتمام باألفكار النقدية لمدرسة فرانكفورت تشبع الشباب و الطالب في الستينيات و كانت وراء قيام حركات إصالحية مست المؤسسات الجامعية العلمية و المؤسسات االقتصادية و السياسية . لقد عكست النظرية النقدية محاولة إليجاد بديل نظري نقدي واضح المعالم للوقوف أمام التيارات النظرية البرجوازية التي مارست و تمارس أنواعا من السلطة الفكرية , و هدفت في األخير إلى تفويض الفصل التقليدي بين النظرية و التطبيق , و لقد أكد رواد الجيل األول لمدرسة فرانكفورت هوركهايمر أن ديالكتيك النظرية و التطبيق يجب أن يكون داخليا , و حتى ولو تنكرت النظرية للمحيط الذي تتحرك فيه فيجب أن تتحدد باالنفتاح على الجانب التطبيقي لكل فهم ذاتي و في لحظة تشكيل المصلحة . ّ بنى على أسس سليمة , إذا تم االكتفاء بالتنظير فحسب بل إن ُ و ال يمكن للمجتمع أن ي هذا البناء مشروط في األساس بربط النظرية بالممارسة الثورية , و نجد في كتاب "جدلية التنوير" لهوركهايمر و أدورنو إشارة إلى العالقة الجدلية بين اإلنسان و البيئة االجتماعية باعتبارها عالقة سيطرة على تاريخ اإلنسانية بوجه عام ,و على تاريخ الفكر األوروبي بوجه خاص , بحيث نجد أن القيم التي رافع عنها عصر التنوير , كالحرية و مقدمة ج األخوة و المساواة , لم تتجاوز كونها قيما نظرية صورية , أدى نزولها إلى الواقع العلمي و الممارسة بفعل عصر التنوير إلى تمهيد الطريق لبروز األنظمة الشمولية . إن قيم عصر التنوير ال يمكن أن تتحول إلى واقع الممارسة و البراكسيس إال إذا وجدت قوة االجتماعية معينة تتكفل بهذا التحويل , أي االنتقال بهذه القيم من اإلطار النظري الفكري إلى الممارسة الواقعية العملية , و لذلك انكب رواد مدرسة فرانكفورت على البحث عن هذه القوة االجتماعية التي تتمكن من إحداث التغيير الثوري للمجتمع و إعادة بنائه على أسس العدالة و الحرية و العقل فمهمة مدرسة مهمة نقدية راديكالية لواقع المجتمعات الغربية من الناحية االقتصادية بحكم النظام االقتصادي الرأسمالي , و الناحية السياسية بحكم هيمنة األنظمة الفاشية و االستبدادية , للكشف عن تناقضات هذا الواقع الراهن , و البحث عن البديل الذي يكمن في إفراز نظام اجتماعي و سياسي و اقتصادي قائم على العقل , يتحرر بموجبه االنسان من كل أشكال االستبداد و من كل أنماط الوجود الالإنسانية , فمهمة بهذا التعقيد و الصعوبة ال يمكن أن تؤدي إال انطالقا من بناء النظرية النقدية من التفاعل بين الفلسفة و الرصيد المعرفي للعلوم االجتماعية مقدمة ح نون تحت تسمية : ُ و في هذا السياق يندرج موضوع بحثنا الذي ع النظرية النقدية عند ماكس هوركهايمر حاولنا من خالله االشتغال على المشروع النقدي و الفلسفي لمدرسة فرانكفورت في جيلها األول و تحديدا حول كيفية صياغة هوركهايمر للنظرية النقدية و دورها في نقد المجتمع األوروبي الغربي و كذلك المساءلة النقدية لمشروع التنوير و للعقالنية اآلداتية. أما عن الدوافع التي كانت وراء اختيارنا لهذا الموضوع فيمكننا القول بأنها من جهة استجابة لهاجس تملكنا منذ تعاطينا لفعل التفلسف دراسة و تدريس , و هو أن للفلسفة دورا أساسيا في فهم مشكالت الواقع اإلنساني , و تقديم الحلول للكثير منها , و في هذا إشارة واضحة إلى ضرورة ربط الفلسفة بالممارسة العملية , و هذا ما دافعت عنه مدرسة فرانكفورت بقوة خاصة في جيلها األول , كرد فعل عن الوظيفة اإليديولوجية التي أسندت للفلسفة في في المجتمعات البرجواز ية األوروبية و التي تمتثل أساسا في أبعاد األنساق الفلسفية عن الواقع . فوجدنا أن موضوع المذكرة الذي اقترحه األستاذ المشرف يجيب عن هذا الهاجس , و من جهة أخرى فإن مدرسة فرانكفورت و مشروعها النقدي لم تحظ باهتمام كبير من قبل الباحثين العرب , و خاصة في جيلها األول مقارنة برواد الجيل الثاني و أخص مقدمة خ بالذكر هنا يورغن هابرماس , األمر الذي جعلنا نعتقد بأن بحثنا هذا يعتبر محاولة إلثراء البحث في المشروع الفلسفي لهذا الجيل من المدرسة . إن موضوع بحثنا هذا يتمحور حول إشكالية مركزية يمكن صياغتها على النحو التالي : كيف استطاع هوركهايمر من خالل النظرية النقدية تجاوز مشروع التنوير الذي تحول إلى األداتية ؟ إن هذه اإلشكالية المحورية تندرج تحتها جملة من المشكالت الفرعية و التي يمكن صياغتها في جملة من التساؤالت منها : -فيما تتمثل النظرية النقدية ؟ و إلى مدى يعود تاريخها ؟ - و ماهي أبعاد النظرية النقدية ؟ و كيف تحول مشروع التنوير من أداة لتحرير اإلنسان من كل أشكال الهيمنة الالهوتة و السياسية و من ربقة األوهام و الخرافات التي قيدتها في عصر ما قبل التنوير إلى أداة إلخضاع هذا اإلنسان إلى سيطرة شاملة على عقله و عواطفه و رغباته ؟ مقدمة د - و هل كانت هناك آثار و نتائج للنظرية النقدية ؟ و هل كانت هنالك حلول و بدائل أخرى للنظرية النقدية ؟ و كوننا لسنا أول من تناول النظرية النقدية في البحث و الدراسة يمكننا ان نذكر بعض الدراسات و البحوث السابقة , من اهم هذه الدراسات مذكرة لنيل شهادة الدكتوراه في الفلسفة لنوررالدين بوزار بعنوان " الفلسفة و العلوم االجتماعية عند مدرسة فرانكفورت ماكس هوركهايمر و تيودور أدورنو" المصادر و المراجع , أما عن المصادر و المراجع فاعتمدنا على مجموعة من المصادر و المراجع متمثلة فيمايلي : ماكس هوركهايمر ,ثيودور أدورنو: " جدل التنوير" – ماكس هوركهايمر "النظرية التقليدية و النظرية النقدية " - يورغن هابرماس " جدلية العلمنة العقل و الدين" أفايا محمد نو الدين :"الحداثة و التواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة" – كمال بومنير:"النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيت" – حسان مصدق :"يورغن هابرماس و مدرسة فرانكفورت" مقدمة ذ و اعتمدنا في تناول في معالجتنا إلشكالية هذا البحث عن المنهج التحليلي النقدي الذي يتناسب في رأينا مع طبيعة البحث و اإلشكالية التي يطرحها . و لإلجابة عن هذه اإلشكالية رسمنا خطة تضمنت إضافة إلى المقدمة ثالثة فصو ل و خاتمة . مقدمة :تمت فيها التعريف بموضوع البحث و أهميته و أسباب اختياره و كذا ضبط اإلشكالية و المشكالت المتفرغة عنها , كما أشرنا فيها إلى الخطة المتبعة و المنهج المعتمد , وتطرقنا فيها أيضا إلى أهم الدراسات السابقة و الصعوبات التي واجهتنا في إنجاز هذا العمل » فصل أول :اخترنا لهذا الفصل عنوان : النظرية النقدية من النشأة إلى التطور أردنا من خالله تتبع السياق التاريخي العام لنشوء هذه المدرسة و قد قسمنا هذا الفصل إلى ثالثة مباحث: المبحث األول و كان تحت عنوان »ماكس هوركهايمر حياته و مؤلفاته « الذي تطرقنا من خالله إلى تحياته و كيف تأسيسه لمعهد فرانكفورت و عرض أهم كتيبة . مقدمة ر المبحث الثاني :تحت عنوان » مفهوم النظرية النقدية « حيث تحدثنا عن مفهوم النظرية النقدية و أصولها التاريخية , و أهم التعريفات لبعض الفالسفة . المبحث الثالث : و كان تحت عنوان »نشأة النظرية النقدية «حيث تتبعنا البداية األولى لنشأة النظرية النقدية أي محطة التأسيس األولى , و منطلقاتها الفكرية ,و المراحل التي مرت بها . فصل ثاني :تحت عنوان : أبعاد النظرية النقدية , تناولنا فيه أبرز إسهامات هوركهايمر و قسمنا هذا الفصل إلى أربعة مباحث : المبحث األول :تحت عنوان » النظرية النقدية عند ماكس هوركهايمر « حيث تحدثنا عن كيفية صياغة ماكس للنظرية النقدية و أهم إسهاماته في ظل هاته النظرية. المبحث الثاني : كان تحت عنوان :» التشيؤ عند ماكس هوركهايمر « حيث تطرقنا فيه إلى تحول اإلنسان إلى آلة و تشبيهه إلى شيء . المبحث الثالث : عنوانه :» مقارنة نقدية للعقل التنويري عند ماكس هوركهايمر « حيث تحدثنا فيه عن نقد هوركهايمر للعقل التنويري , و تحديد أهدافه و كيف تحول عقل اإلنسان إلى آلة . مقدمة ز المبحث الرابع : عنوانه :» مسألة التقنية في مدرسة فرانكفورت « حيث تناولنا من خالله تأثير التقنية و التطور على حياة اإلنسان فبالكاد أصبح آلة . فصل ثالث :تحت عنوان » النظرية النقدية في الميزان « تطرقنا من خالله إلى إعادة جديدة للنظرية النقدية و قسمنا هذا الفصل بدوره إلى ثالثة مباحث : المبحث األول : عنوانه » إعادة بناء هابرماس النظرية النقدية « تكلمنا فيه عن صياغة هابرماس للنظرية النقدية وما الجديد الذي أتى به . المبحث الثاني : عنوانه :» النظرية النقدية عند ماكس هوركهايمر مزايا و مؤاخدات خاتمة : وقفنا من خاللها على اهم النتائج التي تم استخالصها من دراستنا هذه للنظرية النقدية , و كذا األفاق التي فتحتها , و كيف تمكننا من القيام بدراسة نقدية جزئية لواقعنا.

Mots-clès:

النظرية
النقدية
Nos services universitaires et académiques

Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).

Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!

Comment ça marche?
Nouveau
Si le fichier est volumineux, l'affichage peut échouer. Vous pouvez obtenir le fichier directement en cliquant sur le bouton "Télécharger".
Logo Université


Documents et articles similaires:


footer.description

Le Moteur de recherche des thèses, mémoires et rapports soutenus en Algérie

Doctorat - Magister - Master - Ingéniorat - Licence - PFE - Articles - Rapports


©2025 Thèses-Algérie - Tous Droits Réservés
Powered by Abysoft