محمود درويش وتوظيف التراث

Résumé: يعتبر الشاعر محمود درويش علما من أعلام الشعر العربي المعاصر المفعم بالثورة والرفض وإن كان ذلك في مراحله الأخيرة وقد بدأ حياته الإبداعية بقصائد الحبّ والغزل كبقية الشعراء الشباب .ولكنه سرعان ما غاص في أعماق التراث الإنساني فنهل من الأساطير اليونانية والميتولوجيا القديمة عامة لما تقدّمه هذه العلوم من تنوّع في الدلالات وتكثيف في إنتاج المعاني وهي تتشابه ولا تختلف كثيرا وإن اختلفت لغاتها وبيئاتها، يقول شتراوس (( بالإضافة إلى أن الأساطير التي من النمط الأوديبي... تماثل دائما بين اكتشاف الرهاقةبين حلّ لغز حيّ مشخّص بالبطل ،فإن مختلف أخبارها ووقائعها تتكرّر على أصعدة مختلفةوبلغاتمختلفة،فضلا عن أنها تقدّم نفس البرهانالذي نجده في أساطيرغرال((Grâle)) القديمة بشكل مقلوب))1 . وقد كان محمود درويش يعشق الشعر وكان مبحرا في أعماق أغواره يسبح في تاريخ قومه متتبّعا لمراحله مشبعا بكثير من المواقف والأحداث التي ميّزت أرض فلسطين خاصة وبلاد الشام عامة وقد أدرك أن اليهود قد مرّوا ذات مساء ببلاده واختلطت عليه الأزمنة وتعدّدت الهجرات ومراحل السّبي عبر التاريخ . وقد ولد محمود درويش بقرية الجليل ذات صباح كما ولد بها السّيّد المسيح عليه السلام ، وشرب الماء الأجاج عندما تعلّم اللغة العبرية ودرس نصوص التوراة والقصص الذي بها.

Publié dans la revue: مجلة النقد و الدراسات الأدبية و اللغوية