بوليفونية المشروع النقدي لخالد أمين - مفهوم"تناسج الثقافات المسرحية " بديلا لمفهوم " الهجنة المسرحية "-

Résumé: يصف الدكتور " مصطفى رمضاني " النقد المسرحي بالمغرب بالفسيفساء في جمعه بين مستويات متعدّدة الرؤى والمناهج والمقاربات، ويحدّد أولى هذه المستويات بالنقد الصحفي والانطباعي، ثمّ النقد الفني الذي يتوسّل بآليات بعض المناهج التي كانت أكثر تداولا خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، كالمنهج التاريخي، والمنهج الوصفي التحليلي، ثم المنهج الاجتماعي الذي كان يركّز على البعد الإيديولوجي بشكلٍ خاص، وصولا إلى مستوى النقد العلمي والأكاديمي المتسلّح بوعيٍ نقدي تسنده المعرفة الأكاديمية والوضوح المنهجي وضبط المصطلح(1). ويُمكن عدّ مشروع "خالد أمين " من المشاريع النقدية التي أثثت لهذه المرحلة العلمية المختلفة في مسار النقد المسرحي بالمغرب؛ نضجاً، وعُمقاً، وثراءً. فقد أبان هذا الناقد عن تمثّلٍ واع لأحدث المناهج النقدية من جهة، ومُسايرة لأبرز الاتجاهات المسرحية الحداثية التي تجاوزت التصوّر الأرسطي للفن المسرحي من جهة أخرى، كما تجلى ذلك في حضور أطروحات النقد الثقافي، والفلسفة التفكيكية، وتوجّهات المدرسة مابعد- الكولونيالية.وأقطاب المسرح الحداثي ممثلا في أسماء: بريخت، بيكيت، آرطو، باربا...وغيرهم.وقد كان يدعم هذا المشروع النقدي المتميّز ثقافة الباحث الأنجلوساكسونية؛ فهو أستاذ باحث في شعبة اللغة والآداب الإنجليزية، استكمل دراساته العليا في بريطانيا.وفي هذا السياق يقول متحدثا عن تجربته ومساراتها: «منذُ أن وطأت قدماي جامعة إسكس ببريطانيا سنة 1990 بهدف الدراسات العليا، ووجهتُ بسؤال " روجر هاورد " رئيس قسم المسرح في تلك الجامعة العريقة: " ماذا عن المسرح المغربي؟ " حينها أدركتُ أنه من واجبي الاشتغال على الذات في حدود علاقتها بآخرها.فكانت الانطلاقة من شكسبير في المسرح المغربي رفقة أستاذي الدكتور حسن المنيعي ومحمّد العميري»(2) لقد كان السؤال:ماذا عن المسرح المغربي؟ بمثابة محرّك البحث الذي دفع بهذا الباحث نحو المغامرة في عوالم المسرح بنسختيه المغربية والغربية، منخرطاً في«مدّ جسور التواصل بين الذّات وآخَرها في الضفّة الشمالية»(3).ولما لاحظ شبه غياب المسرح المغاربي عن الكتابات بالإنجليزية التي نزعت نحو الاهتمام بالمشرق العربي على حساب المغرب، آل على نفسه أن يكتُب عن المسرح المغربي بالإنجليزية، وبالعربية عن المسرح الأنجلو- أمريكي تفادياً للوسائط المشرقية

Publié dans la revue: العلامة