الوصاية في التعليم المفتوح عن بعد نحو أشكال جديدة للاتّصال والتفاعل بين المعلّم والمتعلّم

Résumé: ارتبطت الوصاية الإلكترونية في التعليم المفتوح عن بعد كنمط تعليمي جديد باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التعليم على غرار الأرضيات التعليمية الّتي تقدّم وسائل اتّصال تسمح لأطراف العملية التعليمية/ التعلّمية بالاتّصال والتفاعل فيما بينهم. وبذلك تحوّل دور المعلّم (أو الأستاذ) من مجرّد ملقّن للمعلومات في التعليم التقليدي إلى مشرف أكاديمي في التعليم المفتوح عن بعد، بحيث أصبح هذا الأخير يقوم بوظائف وأدوار إضافية فرضتها خصوصية الوسيلة التعليمية من جهة وطبيعة التعليم المفتوح عن بعد الّذي يتّسم بخصائص منها العزلة الاجتماعية للمتعلّم عن باقي زملائه من جهة ثانية. ومن بين هذه الوظائف التخطيط للعملية التعليمية، وتزويد المتعلّم بمهارات الاتّصال والتواصل وتبادل المعلومات بواسطة وسائل الاتّصال التزامنية واللاتزامنية الّتي أصبحت جزءا لا يتجزّأ من التعليم المفتوح عن بعد، والإشراف على المتعلّم وتوجيهه. وتُعرّف الوصاية بأنّها التنظيم الشامل لمسار التكوين أو التعليم وللمشروع الشخصي لكل متعلّم، يمكن أن تكون أكثر توجيها أي التأطير الحقيقي للمتعلّم مع حثّه على القيام بكلّ الفروض المطلوبة وتسليمها وفق الآجال المحدّدة مسبقا، وإمّا أن تكون أقل توجيها كالاكتفاء بمساعدة المتعلّم على التعلّم الذاتي. وقد تكون الوصاية غير مسبوقة بتحضير مسبق كاستعمال وسائل الاتّصال المتوفرة مثل الهاتف والبريد الإلكتروني، أو أنّها تتطلّب تحضيرا مسبقا لتعويد المتعلّم على استخدامها مثل طرق التعلّم التعاوني والدردشة على الخط ومجموعات النقاش. كما يمكن أن تكون الوصاية فردية وجماعية في نفس الوقت. ولا تقتصر الوصاية على الجانب البيداغوجي بل تتعدّاه إلى الجوانب المنهجية والإدارية والتقنية والاجتماعية والنفسية. ومن بين وسائل الاتّصال التزامنية الّتي تستخدمها الوصاية في التعليم المفتوح عن بعد الدردشة على الخط والهاتف، ويعدّ البريد الإلكتروني ومجموعات النقاش من أهمّ وسائل الاتّصال اللاتزامنية المستعملة في التعليم المفتوح عن بعد، ولكلّ وسيلة منها خصائص تميّزها عن غيرها من وسائل الاتّصال.

Publié dans la revue: مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية