أثر العولمة الاقتصادية على فعالية النظام الضريبي -حالة النظام الضريبي الجزائري-

Résumé: تعتبر الضرائب المصدر الأساسي من مصادر المالية العامة في بعض الدول، وتقوم الدول في ذلك بتنظيم أمر الضرائب في نظام ضريبي يتسم بالإتساق والظروف الاقتصادية والإجتماعية والسياسية لكل دولة. ولما كانت الظروف الاقتصادية والإجتماعية والسياسية للدول تتغير عبر الزمن، فإن النظم الضريبية وباعتبارها جزء من الهيكل الإقتصادي لهذه الدول فإنها تتغير تبعا لتغير الظروف الآنفة الذكر، وتقوم الدول بتغيير نظمها الضريبية من أجل أن تزيد من فعالية هذه الأخيرة في تحقيق الأهداف المرسومة لها في إطار الخطة الإقتصادية. والعالم اليوم يعرف تغيرا واضحا في العلاقات الإقتصادية في إطار مايعرف بالعولمة الإقتصادية وما جاءت به من تنامي ملحوظ في مجال الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات ما ولد نوع آخر من التجارة غير التقليدية في ضوابطها وأعرافها التجارة الإلكترونية، ناهيك عن الإزدياد المطرد لظاهرة الإستثمار الأجنبي، وازدياد الحاجة إلى إقامة تكتلات اقتصادية، هذه الإفرازات أثرت على الواقع الإقتصادي للدول وذلك بدرجات متفاوتة من دولة إلى أخرى. ولما كان النظام الضريبي يتأثر بالواقع الإقتصادي والإجتماعي والسياسي للدولة، وبما أن الواقع الإقتصادي للدول يتأثر في ظل سيادة العولمة الإقتصادية ونتائجها، فإن النظام الضريبي سوف يتأثر هو الآخر. والنظام الضريبي الجزائري لا يخرج عن هذا الإطار فإن تركيبته وهيكله يتماشى والظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية السائدة، فلقد تبنت الجزائر بعد الاستقلال نظام التخطيط الموجه الذي يعتمد على التخطيط المركزي أسلوبا له وعلى ذلك فإن النظام الضريبي الجزائري في تلك الفترة كان يتماشى مع خصوصيات النظام الاقتصادي المتبع ولما جاء وقت التوقف بالعمل بالنظام الموجه والتحول نحو آليات السوق الحر كان لابد للنظام الضريبي الجزائري أن يجاري ذلك التغير الحاصل في نمط النظام الاقتصادي المتبع مما عجل في إدخال إصلاح ضريبي شامل في سنة 1991.

Publié dans la revue: