دور وسائل الاتصال في العملية التربوية بالوسط المدرسي دراسة ميدانية بالمؤسسات التربوية

Résumé: تعالج قضايا التربية ضمن مقاربات عديدة في إطار محاور مادية مختلفة، ومع ذلك تتكرر نفس الأخطاء وتتوسع فجوة العثرات، فتقلل من فعالية مردود النتائج، وتهدم بذلك هدف الاستثمار الفكري، إذ أن غياب هذه الفكرة كرس مظاهر الإخفاق والتعثر، فتتشتت الجهود، ويظهر صنم التخلف معبرا عن عبودية المظهر دون المخبأ على حد تعبير الفيلسوف مالك بن نبي، وفي هذا المنظور كثرت تداعيات الإصلاح والترقيع في النظام التربوي، إلا أن الفكر الاتصالي ظل غائبا على نحو ربط العلاقة التواصلية بمفهومها الواسع وفي طرح كيفية استغلال تلك الوسائل الاتصالية ضمن الإطار التعليمي لتجسيد الأفكار وتخليص التربية من التقليد والتقديس، غير أن الظاهرة بقيت كما هي بغياب الجوانب الاتصالية في الحقل التربوي، وانعكس هذا على تهميش العديد من القضايا الأساسية تتعلق بالعلاقتين أي العملية الاتصالية والتربوية والأثر الكبير الذي تخلفه إحداهما إزاء الأخرى، وهو ما يجرنا بأن هناك مواقف عديدة تأسست واستمرت في معتقداتنا التربوية على أنها من صميم هذا الحقل، والحقيقة أنها بعيدة كل البعد عن هذا الفضاء، فكرسنا بهذا فلسفة الجهل المؤسس حسب ما عبر عنه المفكر الجزائري محمد أركون ضمن تحولات طبيعة الإيديولوجيات، وفي سياق ثاني ذكر الطنوبي أن التربية عملية اتصالية في جوهرها، إذ حاول من خلال ذلك تشكيل عملية إسقاط بين عناصر العملية الاتصالية والعملية التربوية فالمرسل والمتلقي والرسالة في جانب الاتصال يقابلها المعلم والمتعلم والمادة العلمية من الجانب التربوي، ويتضمن هذا صورة الفهم للمتعلم، نتيجة تمكنه من إدراك الرموز و محتواها الرسالي في إطارها الدلالي…

Publié dans la revue: مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية