واقع الإعلانات التجارية في الصحافة الجزائرية المكتوبة

Résumé: إن تطور الإعلان التجاري من ذلك النداء في الأسواق إلى اللافتات والملصقات، حتى أصبح يذاع في محطات الراديو والتلفزيون وعلى صفحات الجرائد أكسبه مكانة هامة في المجتمعات الغربية الرأسمالية كمحرك أساسي لاقتصادها، غير أن ظاهرة الإعلان التجاري في المجتمعات الاشتراكية لم تستطع أن تتعدى حدود الممارسة السياسية بوصفها أداة لنشر وترسيخ الإيديولوجية. لقد عاشت الجزائر هذا الوضع مثلها مثل أي دولة أقبلت على النظام الاشتراكي، حيث ظل الإعلان من احتكار الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، لكن مع مطلع التسعينات تبنت البلاد التوجه الرأسمالي الذي عرف من خلاله المشهد السياسي والاقتصادي صعود فاعلين جدد على رأسهم القطاع الخاص والإعلام المستقل...وهذا بدوره انعكس على الإعلان التجاري، وللإحاطة بكل جوانبه فقد عمدت في دراستي إلى الإشارة إلى واقع الإعلانات التجارية التي تمر بمرحلة انتقالية، لا تزال تعيش بدايتها، حيث تضمنت تغيرات كثيرة. تتمثل أهمية موضوع الدراسة في ارتباط الإعلان بظواهر مختلفة سياسية، اجتماعية، اقتصادية ثقافية...، حيث نجده يؤثر في هذه الظواهر ويتأثر بها. وقد تم اختيار هذا الموضوع وفقا لمجموعة من الأسباب الذاتية والأسباب الموضوعية، فأما الأسباب الذاتية فهي قرب الموضوع من تخصص دراستي، حيث يبقى دائما موضوع بحث، إضافة إلى محاولة إنجاز دراسة علمية تبقى موضوع استفادة للطلبة لاحقا. أما الأسباب الموضوعية فهي التعرف على التوجهات الجديدة للإعلان، والإحاطة بأهمية موضوع الإعلانات التجارية. وقد سعت الدراسة في مجملها إلى اختبار أربع فرضيات هي: أولا: تحتل الإعلانات التجارية مكانة هامة على صفحات الجرائد خاصة جريدة الخبر. ثانيا: تعتمد جريدة الخبر على قيم اجتماعية في عرضها للإعلانات التجارية. ثالثا: تعتمد جريدة الخبر على اللغة العربية في طرحها للإعلانات التجارية. رابعا: كلما كانت مساحة الإعلانات على صفحات الجريدة كبيرة كلما حققت الجريدة نجاحا أكبر. وتم إجراء الدراسة التحليلية اعتمادا على منهج تحليل المحتوى أما الأداة فقد كانت استمارة تحليل المحتوى، حيث تم اختيار عينة مكونة من 12 عددا تمثل سنتي 2016 و2017. ولتغطية الموضوع نظريا فقد قسم الفصل الثاني إلى أربعة عناصر: أولا: بعض المداخل النظرية للإعلان: وفيه تم التطرق إلى النظريات التي تخدم موضوع الإعلانات التجارية. ثانيا: الإعلان ومراحل تطوره: ومنه تناولت تاريخ الإعلان، أهداف الإعلان، أنواع الإعلانات الإعلان في الجزائر، خصائصه، بعض جوانبه التاريخية والوكالات الإعلانية في الجزائر. ثالثا: بناء الرسالة الإعلانية: وفيه قمنا بعرض أنواع الرسالة الإعلانية عناصرها، إعدادها، وشروطها العامة. رابعا: الصحافة المكتوبة والإعلان التجاري: وتضمن أهم العوامل المؤثرة على ظهور الصحافة وتطورها، أهميتها، خصائصها وظائفها، الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال، كذلك الإعلان التجاري في الصحافة الجزائرية، وظائف الإعلان التجاري، خصائصه، المصطلحات ذات الصلة به وأطرافه. أما الدراسة التحليلية فقد تم فيها تحليل ودراسة مجموعة من الإعلانات التجارية ضمن عينة الدراسة المختارة، وقد أسفر تحليل محتوى الإعلان التجاري قي صحيفة الخبر عن نتائج نذكر منها: 1- إن حضور الإعلان في جريدة الخبر يعد معتبرا وقويا، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه القوة في الحضور تمتاز بالاستقرار ما بين الأعداد، حيث لا نكاد نسجل فروقا معتبرة بينها سواء على مستوى عدد الإعلانات المنشورة أو مساحتها. 2- إن تمركز الإعلانات التجارية يعتمد بقوة في جريدة الخبر في الصفحات الزوجية، وهذا التمركز يشمل كافة الأعداد. 3- إن استخدام الصور في الإعلانات التجارية في الصحافة الجزائرية المكتوبة يعتبر قويا، وذلك لا يتضح من خلال الإعلانات وإنما من خلال المساحات الإعلانية التي توظف الصور. 4- إن الإعلان التجاري يتضمن الكثير من القيم، لكن طغيان القيم الاقتصادية يبدو بوضوح وهذا ما يؤكد ما سبق ذكره. 5- يستخدم الإعلان التجاري في الصحافة الجزائرية المكتوبة في غالبه الاتجاه الإيجابي. 6- إن الجمهور الأساسي لسوق الإعلان في الجزائر يتمثل عامة في المستهلكين ورجال الأعمال وهذا يعكس التوجهات الاقتصادية الجديدة للإعلان في الجزائر.

Publié dans la revue: