تطور علم الفلك بالمغرب الأوسط خلال الفترة الوسطى

Résumé: يعدّ علم الفلك ركيزة أساسية في حياة الفرد المسلم، لتفاعله مع المجتمع الإسلامي والمتطلّبات الاجتماعية والدينية التي فرضتها البيئة الاجتماعية وبنية الحضارة الإسلامية، تزايد الطلب عليه وعلى تطبيقاته التي تراعي ضرورات المجتمع الإسلامي، كاستحداث آلات فلكية جديدة تساير التطور الحاصل في علم الفلك النظري، وتعمل على تصحيح بعض القيم الفلكية التي روجّت لها المدرسة اليونانية والهندية. ومن هذا المنطلق جاءت أهمية موضوعنا الذي اجتهدنا فيه لنبرز مدى حضور علم الفلك النظري والتّطبيقي في البيئة المغرب أوسطية، وتقديم عرض موسّع لإنجازاتهم الفلكية، سواء من حيث عددها وتنوعها والمهام التي باشرتها لتلبية الحاجيات الدينية، بل إنّ الأمر تعدّاه لابتكار أدوات أكثر تطورا تشهد على نضج العقلية العلمية لعلماء وفلكيي المغرب الأوسط من أسطرلاب وذات حلق ومزاول شمسية وصفيحة وذات ربع. كما أنّ هذه الدراسة ستنقلنا إلى معرفة أهم الأسباب التي دفعت بعلمائنا لمباشرة صنع الأدوات الفلكية، ومعرفة الرصيد الفلكي الذي انطلقوا منه، وهو في الغالب الرصيد اليوناني والأندلسي، والمراحل التي مرّت عليها تقنية صناعة الأدوات الفلكية، وأهم الحوافز التي دعت إلى ضرورة إدخال تحسينات على النماذج الفلكية القديمة. كلّ هذه الإنجازات الفلكية جاءت نتيجة تضافر جهود نخبة علمية فقهية وفلكية عبر حقب زمنية ممتدّة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: أبو الحسن علي بن أبي الرجال(تـ. 462هـ/1034م)، وأبو علي المتّيجي(توفي بعد سنة 530هـ/1136م)، وابن عزوز القسنطيني(تـ755هـ/1354م)، وابن القنفذ القسنطيني(تـ810هـ/1408م)، وأبو عبد الله محمد ابن يوسف السنوسي التلمساني(تـ.895هـ/1489م)،وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي يحي الحبّاك التلمساني(توفي بعد سنة 920هـ/1513م).

Publié dans la revue: