دلالة الألفاظ بين العموم والتعدد – دراسة تطبيقية في سورة الكهف -

Résumé: إن هذه الأطروحة المعنونة بـ: دلالة الألفاظ بين العموم والتعدد - دراسة تطبيقية في سورة الكهف - تدخل في إطار ما يسمى بالدراسات الخاصة بقضايا اللفظ والمعنى والعلاقة بينهما، وتم تقسيم البحث إلى مدخل وأربعة فصول، بحيث يتناول المدخل الأبعاد التاريخية والاجتماعية لنشأة الألفاظ، ومن ذلك تعريف اللغة ونشأتها ووظيفتها، وأما الفصل الأول فيتناول اللفظ ودلالته، ومن ذلك تعريف اللفظ لغة واصطلاحا، ودراسة عمومية اللفظ وخصائصه الجمالية، فالعمومية مثل ورود اللفظ في صيغة العموم مجردا من أي سياق، ثم اكتسابه معاني جديدة ومتعددة بعد دخوله التركيب اللغوي، ومما تمت دراسته من ناحية الخصائص الجمالية، جودة اللفظ، وحسن التركيب، والخلو من أود النظم. وأما الفصل الثاني فيتناول المعنى ودلالته، ومن ذلك تعريف المعنى لغة واصطلاحا، بالإضافة إلى أهميته في الدراسات اللغوية، كما تم التطرق إلى التصور الدلالي للمعنى، ومن ذلك علاقة كل من الفكرة والصورة الذهنية بالمعنى، ونظرة كل من القدماء والمحدثين من عرب وغرب إلى هذه القضية. وأما الفصل الثالث فيتناول العلاقة الدلالية بين اللفظ والمعنى، ومن ذلك الجدلية القائمة حول هذه القضية، كما تم التطرق إلى ثنائية الدال والمدلول والعلاقة بينهما من حيث الذاتية والاعتباطية، وآراء اللغويين حول ذلك أمثال ابن جني، والجرجاني، ودي سوسير، وغيرهم من المفكرين، كما تناول هذا الفصل علاقة اللفظ بالمعنى في إطار المستويات اللغوية، من صوت وصرف ونحو ودلالة، وذلك بمحاولة استخراج الدلالة الكامنة في الكلمة استنادا إلى صوائتها وصوامتها، وبنيتها الصرفية، وعلاقتها التركيبة مع الكلمات الأخرى الواردة معها في نفس السياق، ثم بعد ذلك الانتهاء بالمعنى الإجمالي للكلمة، مما يخدم حياة الفرد والمجتمع في عملية التواصل وتبادل الأفكار. وأما الفصل الرابع فيتناول الدراسة التطبيقية لمجموعة من الكلمات في سورة الكهف، حيث تقوم الفكرة على أساس دراسة الكلمة من الناحية اللغوية، وذلك بمراعاة جميع الجوانب الدراسية، مع الاستناد على التفاسير للوصول إلى معاني الكلمات، ومن ثمة استخراج وظيفة الكلمة الواردة في السياق القرآني، وقد تمت دراسة مجموعة من الأسماء والأفعال، وتم تقسيمها إلى حقول دلالية ليسهل تحليلها ومعرفة الدلالة الكامنة فيها. وأخيرا انتهى البحث بخاتمة سجلت فيها أهم النتائج المتوصل إليها، وقائمة للمصادر والمراجع احتوت مجموعة كبيرة من المؤلفات قديما وحديثا، وفي مختلف العلوم والفنون، اللغوية منها، والدينية، والأدبية، والتاريخية، مثل الكتاب لسيبويه، والخصائص لابن جني، والمزهر للسيوطي، والمثل السائر لابن الأثير، وتفسير ابن كثير، والجامح لأحكام القرآن للقرطبي، ومعيار العلوم للغزالي، والعبارة للفارابي، ومحاضرات في الألسنية العامة لدي سوسير، واللسانيات الجغرافية لعبد الجليل مرتاض، والدلالة الإيحائية في الصيغة الإفرادية لصفية مطهري، وعلم الدلالة لعبد الجليل منقور، ودلالة الألفاظ لإبراهيم أنيس. ومما لا شك فيه أن الدراسات الدلالية، وخاصة قضايا اللفظ والمعنى، تحتاج إلى كثير من البحث والتنقيب، واستكشاف المفاهيم التي ما تزال مكنونة في نصوص العلماء ونظرياتهم، وهو ما يطمح إليه كل باحث يسعى إلى خدمة العلم.

Publié dans la revue: