دور المجتمع المدني في تحقيق الأمن الهوياتي وبناء مجتمع المواطنة في الوطن العربي

Résumé: تعتبر أزمة الهوية من بين أعقد الإشكالات التي تعيق بناء وتحقيق الأمن وبناء الديمقراطية والمشروع المجتمعي في الوطن العربي، كما أنها تقمع كل محاولة للتقدم والرقي وذلك من خلال ما تفرضه من انشقاقات وتناقضات على المستوى السياسي وكذا الاجتماعي والثقافي، والذي ينعكس على الجوانب الأخرى الاقتصادية والأمنية وغيرها. وفي هذا المجال تظهر أهمية تعزيز مشاركة مؤسسات المجتمع المدني كفاعل أساسي إلى جانب الفواعل الأخرى في الدولة في تحمل المسؤوليات، والتي من بينها تحقيق الأمن الهوياتي وبناء مجتمع المواطنة خاصة في ظل الظروف المتأزمة التي تمر بها الدول العربية حاليا، حيث أصبحت قضية الهوية الوطنية بمثابة المرض الذي يصيب هذه الدول الخالية من المناعة الكافية لهذا الداء. لذلك يمكن اعتبار أن العلاقة بين المجتمع المدني والهوية في العالم العربي هي علاقة تأثير وتأثر، كون أن المجتمع المدني بوسعه أن يساهم في تكوين الهوية وتحقيق الأمن وبناء مجتمع المواطنة في هذا المجال، كما أن الهوية تؤثر في المجتمع المدني حيث أنه من أسباب أو معوقات أداء المجتمع المدني لدوره هي أزمة الهوية، لذلك فإن هذه الأخيرة تعتبر مصدر جميع الأزمات وبالتالي تشكل أحد النقاط السوداء بالنسبة لأي دولة، وتفرض عليها مواجهتها عن طريق وضع حلول فعالة وناجعة، وليس مجرد إعطاء مسكنات قد تخمدها في حينها، لكنها تشكل فيما بعد أساسا تقام عليه العديد من الثورات، الأزمات والاحتجاجات.

Publié dans la revue: المعيار