التخييل التاريخي في الرواية المغاربية : الجزائر - المغرب - تونس

Résumé: إن إشكالية العلاقة بين الأدب والتاريخ إشكالية قديمة جدّا، وذات جذور عميقة... لعلّها ترتبط بالبدايات الأولى لظهور الإنسان وتعلمه سبل الحكي. من ثم أصبح الحكي تاريخا، على اعتبار أن التاريخ حكاية قد تُروى مشافهة أو كتابة وأثناء عملية الحكي يدخل الخيال فيوسع دائرة الحكي ويعيد سرد التاريخ بإضافة بصمات تخيلية حتى تكتمل صورة الحكاية فيصبح بذلك التاريخ) ممارسة إبداعية.( لتشكل المسألة التاريخية من ثلاثة عناصر أساسية :هي الوقائع التاريخية كما وقعت فعليا، ثم عملية إعادة حكي هذه الوقائع بعد مدة زمنية (مشافهة أو كتابة)،ثم ثالثا وأخيرا،ضرورة إضافة بعض العناصر التخييلية (وفق مزاج وتقنية الحاكي). وهي المسائل الثلاث التي يتأسس عليها معمار النص الروائي على اعتبار أن هذا المعمار لا ينطلق من فراغ أو عدم، بل يُنسج على كثير من العناصر، فما كان قد وقع فعلا من شخصيات ووقائع وظواهر ،ثم يأتي الروائي فيبني على ما كان قد وقع فعلا، تأثيثات فنية تخييلية لإغراء القارئ بالتفاعل مع نصه والإعجاب به. إن ما يجمع بين الروايات الثلاث أنّ عودة الروائي إلى التاريخ جاءت من منطلق أنّ النّظر إلى أحوال الماضي، يندرج ضمن الرؤية الواعية، لفهم حقائق الحاضر ووقائعه، والتطلّع إلى ملامح المستقبل. الأمر الذي يتطلب ضرورة التمييز بين التاريخ كدراسة لوقائع الماضي، والتاريخ كوسيلة لتقييم الحاضر وتحديد المستقبل. بين التاريخ كدراسة لوقائع الماضي، والتاريخ كوسيلة لتقييم الحاضر وتحديد المستقبل.

Publié dans la revue: