تحديات السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة القرن الإفريقي - بعد الحرب الباردة -
Résumé: يتضح من خلال ما سبق من الدراسة أن ميدان السياسة الخارجية هو جزء لا يتجزأ من العلاقات الدولية، فإنه أكثر تأثيرا بالمعضلات التي ميزت تطور المحاولات التنظيرية في العلاقات الدولية، مع كثرة وتنوع هذه المحاولات في السياسة الخارجية التي أفرزت تنوعا وتناقضا في الزوايا التي ينظر من خلالها كل طرف للسلوك الخارجي، فالفهم الموضوعي للسياسة الخارجية يتحقق عن طريق التركيز على البيئة الخارجية التي تنجز فيها الأهداف الخارجية للوحدات السياسية المكونة للنظام الدولي، فبعد مرحلة الحرب الباردة طرأت عدت تغيرات على الساحة الدولية، مما أدى إلي انتهاج سياسات دولية مختلفة عن ما سبق مثل السياسة الخارجية الصينية التي تميزت بانفتاحها على العالم الخارجي فأصبحت جماعية أكثر مما كانت عليه في السابق، بالإضافة إلى أنه تميزت بانتشار كبير وواسع من خلال اعتمادها على المبادئ الخمس للتعايش السلمي منها فصل البعد الاقتصادي عن البعد السياسي للسياسة الخارجية الصينية وعدم تدخلها في شؤون الداخلية للبلدان الذي جعل منها نموذجا في العلاقات الخارجية بين البلدان . لقد عرفت مرحلة ما بعد الحرب الباردة تغيرات على الساحة الدولية، فكانت الصين من بين الدول التي أدركت هذه التغيرات، فرسمت لنفسها سياسة خارجية تتماشى مع المعطيات الجديدة من خلال اعتمادها على وسائل وآليات جديدة من أجل تحقيق أهدافها سواء كانت (اقتصادية أم سياسية أو اجتماعية)، فظهر ذلك جليا في القارة السمراء من أجل الحفاظ على مكانتها المستقبلية وتحقيقا لأهدافها السياسة والاقتصادية فيمكن القول أنها نجحت في تحقيق ما تسعى إليه ولو بجزء من أهدافها الطويلة المدى رغم التواجد الأمريكي في القارة الذي كان بمثابة المنافس الأكبر على المستوى الدولي والإقليمي للسياسة الخارجية الصينية. من خلال ما تقدم نلاحظ بأن السياسة الخارجية الصينية في القرن الإفريقي مبنية على عدة مصالح سواء اقتصادية سياسية أمنية، وذلك للأهمية التي يكتسبها إلا أنها التقت بالعديد من التحديات سواء كانت داخلية أو خارجية، فمن المستوى الداخلي تعاني دول القرن الإفريقي من الصراعات الداخلية، لتشكلها من عدة قوميات التي هي نتاج لتقسيم الحدود التي وضعتها الدول الاستعمارية الأوروبية. إضافة إلى التحديات الداخلية، فإن السياسة الخارجية الصينية تواجه تحديات خارجية في المنطقة متمثلة في التواجد الأمريكي مما أدى إلى حدة المنافسة من أجل حفاظ كل طرف على مصالحه من منطقة القرن الإفريقي إلى القارة الإفريقية عامة هذا من جهة، ومن جهة أخرى المنافسة الدولية الأوروبية خصوصا فرنسا نظرا لما تملكه من نفوذ كبير ومتجذر يرجع إلى الفترة الاستعمارية، فإن القوى الأوروبية ما تزال تملك قوة نسبية في المنطقة ، بالإضافة إلى الدور الإيراني في المنطقة ، فإيران من خلال توسعها في هذه المنطقة المهمة في العالم إلى إبعاد الصراع بينها وبين القوى الغربية كما عملت على تقوية علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية مع دول القرن الإفريقي، وكل ذلك يخدم مصالح السياسة الخارجية الإيرانية.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!