دراسة في التنمية الاقتصادية في الجزائر‎ ‎‏ خلال الفترة ‏‎2009-1999‎

Résumé: يزخر الأدب الاقتصادي بنظريات عديدة، بعضها يهتم بتوضيح كيفية رفع معدل ‏نمو الناتج الداخلي الإجمالي الحقيقي، والبعض الآخر يهتم بالعوامل التي تحدث تغييرا في ‏الهيكل والبنيان الاقتصادي المحلي علاوة عن إحداث زيادة في الناتج السالف الذكر. وهذا ما ‏تتناوله نظريات النمو والتنمية الاقتصادية.‏ ورغم اتفاق هذه النظريات في بعض عناصرها إلا أنها اختلفت في الكثير منها، إذ "ينصب ‏اهتمام التنمية الاقتصادية على الجوانب المادية المؤكدة على ضرورة استخدام الموارد الطبيعية ‏المتاحة لتحقيق مستوى عال من الرفاهية الاقتصادية لأفراد المجتمع، مما يتطلب تحقيق معدل ‏نمو للناتج الوطني أسرع من معدل نمو الكثافة السكانية."‏ ‏ وهذا البحث لا يستهدف الخوض في هذه النظريات ومناقشتها، بل هو محاولة لإسقاط ‏بعض جوانبها على الواقع الجزائري خلال الفترة الممتدة بين ‏‎1999‎‏ و‎2009‎‏.‏ إشكالية ومجال الدراسـة: يمكن ذكر ثلاث تيارات نظرية كبرى تفسر ظاهرة ‏التخلف الاقتصادي وهي التيار الماركسي اللينيني، والتيار الحر ‏‎(libérale)‎‏ والتيار التركيبي ‏‎(structuraliste)‎‏.‏ ‎ ‎هذه الظاهرة التي تسعى الحكومات الخروج منها وذلك بتحقيق تنمية ‏اقتصادية مقبولة، تسمح بتحسين المستوى المعيشي للفرد والمجتمع. "والدول التي لا تحقق أية ‏تنمية تجد نفسها متخلفة عن الركب. فالثورات الأخيرة في دول أوربا الشرقية والاتحاد ‏السوفياتي (سابقا) أشعلها الركود الاقتصادي، وانخفاض معدلات التنمية الاقتصادية مقارنة ‏بالدول الغربية المجاورة."‏ وللتنمية الاقتصادية جوانب متعددة، فهي تشمل النمو مع إحداث تغييرات في حجم ‏وهيكل الناتج الداخلي الإجمالي وتوزيع عناصره بين مختلف القطاعات الاقتصادية للوطن ‏بالإضافة إلى تنويع الصادرات وإحداث تحولات هيكلية في البنيان الاقتصادي. وتقتصر هذه ‏الورقة البحثية على دراسة واقع التنمية الاقتصادية في الجزائر من خلال ثلاثة عناصر فقط ‏هي: تطور الناتج الداخلي الإجمالي، وتنـويع هيكل الصادرات السلعية، وتطور متوسط ‏الدخل الفردي الحقيقي. وذلك من خلال الإشكالية التالية: هل حققت الجزائر أهداف ‏التنمية الاقتصادية في كل من الناتج الداخلي الإجمالي وتنويع الصادرات السلعية ومتوسط ‏الدخل الفردي الحقيقي خلال العقد ‏‎2009-1999‎؟

Publié dans la revue: مجلة اقتصاديات شمال افريقيا