عنف الفروع ضد الأصول في المجتمع الجزائري المعاصر

Résumé: الملخص: إن الأسرة هي الركيزة الأساسية للمجتمع ولها دور رئيسي في بناء وتنظيم سلوك الأفراد، وهي أهم المؤسسات الاجتماعية التنشئية للطفل حيث يكتسب فيها عدة سلوكات مما تجعله قادرا على التكيف والتفاعل مع مجتمعه، ولكن مع مرور الزمن لم تبقى طبيعة بناء الأسرة ووظيفتها وحجمها وقيمها ثابتة إنما طرأت عليها عدة تغييرات وذلك نتيجة التحضر والنزوح الريفي وظهور العولمة وتحول الأسرة من الشكل الممتد إلى النووي، وفي ظل هذه التغيرات عرفت مكانة الأولياء تراجعا فأصبحوا عرضة للعديد من الممارسات العدوانية والعنيفة من قبل أولادهم وهذا راجع إلى سوء التنشئة الاجتماعية وضعف الدور الأسري، ويعتبر العنف ضد الأصول من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي بدأت في الانتشار داخل المجتمع والأسرة وهذا ما قمنا به في بحثنا حول معرفة أهم الأسباب والدوافع التي أدت بالفروع إلى تعنيف أصولهم. - انطلاقا من المعطيات السابقة نطرح هذا الإشكال ألا وهو: ماهي الأسباب التي تدفع بالفروع إلى تعنيف أصولهم في المجتمع الجزائري؟ ومن خلال هذا التساؤل تفرعنا إلى التساؤلات: -هل ضعف الوازع الديني لبعض الفروع يؤدي بهم إلى ممارسة العنف اتجاه الأصول؟ -هل لنوعية التنشئة الاجتماعية التي تلقاها بعض الفروع علاقة بممارسة العنف ضد أصولهم؟ -هل لتدني المستوى المعيشي علاقة بتعنيف الفروع لأصولهم؟ وانطلاقا من هذه التساؤلات نبني الفرضية العامة: من بين الأسباب المؤدية إلى ممارسة الفروع العنف ضد أصولهم في المجتمع الجزائري هي ضعف الوازع الديني، ونوعية التنشئة الاجتماعية، وتدني المستوى المعيشي. الفرضيات الجزئية للدراسة: -ضعف الوازع الديني لبعض الفروع يؤدي بهم إلى ممارسة العنف اتجاه أصولهم في المجتمع الجزائري. - لنوعية التنشئة الاجتماعية التي تلقاها بعض الفروع علاقة بممارسة العنف ضد أصولهم في المجتمع الجزائري. - تدني المستوى المعيشي قد يدفع ببعض الفروع إلى ممارسة العنف ضد أصولهم في المجتمع الجزائري. ولتحقيق هدف الدراسة والتحقق من صحة الفرضيات تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي من أجل وصف وتحليل المعلومات، ونظرا لطبيعة الدراسة الحالية "عنف الفروع ضد الأصول في المجتمع الجزائري المعاصر" التي تسعى إلى تشخيص واقع الظاهرة، والعمل على معرفة الأسباب والعوامل المحيطة بالظاهرة، ومحاولة فهمها فهما موضوعيا علميا. وقد اشتملت الدراسة على جانب منهجي ونظري، وجانب ميداني، أما عينة الدراسة فقد اخترنا في بحثنا هذا العينة القصدية بحيث في هذا النوع من العينات يختار الباحث بعض من الحالات التي يعتقد أنها تمثل المجتمع وقد كان عدد العينة 25 مبحوث، حيث قمنا بالتوجه إلى دور المسنين على مستوى ولاية البليدة واخترنا هذا المركز باعتباره يأوي جميع فئات كبار السن بما فيهم الآباء والأمهات الذين تخلوا عنهم أبناءهم ومارسوا عليهم مختلف أنواع العنف. وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية: -ضعف التنشئة الدينية والاجتماعية وتعدد المشاكل الأسرية قد تدفع بالفروع إلى اكتساب سلوكات عنيفة موجهة نحو الأصول. -بينت الدراسة أن الأصول الإناث هن الأكثر عرضة للعنف مقارنة بالأصول الذكور. -تؤكد الدراسة أن أغلب الآباء والأمهات ليس لديهم مستوى تعليمي، وهذا ما أدى إلى تنشئة فروعهم تنشئة غير سليمة وخاطئة نوعا ما وهذا ما ساعد على ظهور هذا النوع من العنف. -بينت أيضا الدراسة أن بخل الآباء على الأبناء وعدم الإنفاق عليهم قد يدفعهم بتعنيف أصولهم وأخذ ما يريدون بالقوة.

Publié dans la revue: