الفعل الانتخابي و المواطنة

Résumé: يعد الفعل الانتخابي كمبدأ للمواطنة من الحقوق السياسية التي نصت عليها المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان وعملت على تكريسه على ارض الواقع من خلال إلزام الدول المصادقة عليها على حماية ممارساته بالوجه الذي يحقق انتخابات حرة ونزيهة تتجسد فيها أحسن صور الديمقراطية من خلال احترام إرادة الشعب وسيادته. إن الفعل الانتخابي يساهم في تعزيز المواطنة المجتمعية أكثر من المواطنة الفردية حيث تعد الممارسة الانتخابية كأعلى مستويات المشاركة السياسية ممارسة فعلية مرتبطة بحقوق المواطنة المرتبطة بالمجتمع أكثر بارتباطها بالفرد، ومن هنا تصبح المواطنة في السلوك الانتخابي مرتبطة بالصالح العام أكثر من ارتباطها بالصالح أو الشأن الخاص. ولتجسيد المشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية إيجابا وجب التطبيق السليم والصارم للقانون من قبل السلطة لحمايته من جهة المرشحين النزهاء من الممارسات السياسية لمنافسيهم غير النزهاء. مثلما ينعكس هذا التوجه للإدارة إيجابا على نفسية المواطن، فكلما أحس الناخب بان الإدارة ملتزمة بتطبيق القانون إلا وساهم ذلك في بناء أواطر الثقة بين المجتمعين المدني والسياسي، وانعكس إيجابا على حجم المشاركة السياسية، إلا إن غياب الثقافة السياسية والاقتصادية والفكرية وخاصة غياب الثقة بين المواطن والسلطة الحاكمة، جعل من المواطنة في الجزائر مجرد شعار حكومي فقط وتطالب به أطراف المعارضة وعموم الشعب من دون أن تكون له تطبيقات وانعكاسات واقعية حقيقية وأبقته مجرد مفهوم نظري هذا ما حدث مؤخرا في الساحة السياسية من حراك شعبي -22- فيفري 2019 أين لوحظ الوعي والنضج القومي والسياسي في الموطنة لما شوهد من تضامن بين أفراد الشعب وولاء الوطن وحب المحافظة عليه للمنفعة العامة، رافضين (الشعب) العمل ضد مبدأ المواطنة. فالسلوك الانتخابي له دور وأهمية كبرى في مجال غرس وتعزيز ونشر قيم المواطنة، إذا اقترن بالصالح العام وإذا أحسن استثمارها، وإذا مارست مهامها في إطار المسؤولية، حيث يدفع بالمواطن على الفعل والمشاركة الايجابية والدائمة. فلابد من ضرورة الدعوة إلى تأهيل الفعل الانتخابي كمدخل للتحول في تدابير مسالة المواطنة. وكنتيجة عامة لبحثنا هذا نستخلص أن حق الانتخابات يعد من أهم الآليات لترسيخ قيم المواطنة شريطة إن تكون هذه الانتخابات تتم بأسمى معاني الديمقراطية من حرية ونزاهة وفقا لما ينص عليه الدستور والقانون، حتى ينعكس إيجابا على حجم المشاركة السياسية ولتعزيز هذه الفكرة سنستعرض بعض الحلول المتواضعة متمثلة في:  الحرص على أن تكون القوانين التي تؤطر مختلف مجالات حياتنا نابعة عن شريعتنا الاسلامية وثقافتنا، حتى تحضى باحترام اعضاء المجتمع وحتى لا تفرض بالقوة ويفقد ثقة المواطن في مؤسساته التشريعية.  على الدولة والمجتمع المدني تقديم المساعدة الضرورية لبناء وعي مجتمعي بمبادئ وقيم وقوانين المواطنة واحترامها من قبل المجتمع وكذا غرس ثقافة المشاركة السياسية عن طريق الانتخابات.  تربية الأبناء وفقا لمواصفات المواطن الصالح المتمسك بواجباته ووطنه.  إعمال قوانين وإجراءات ردعية ضد العديد من الظواهر المنافية والمعادية للمواطنة والتزام الجدية والصرامة في تطبيقها.

Publié dans la revue: