السينما في الجزائر ودورها أثناء الثورة التحريرية 1954-1962

Résumé: تحاول هذه الورقة البحثية أن تتطرق إلى ظهور السينما في الجزائر؛ باعتبار أن الفرنسيين كانوا أول من جرّبوا تقنية العرض السينمائي في العالم. ومن البديهي أن ينعكس ذلك على الجزائر وسكانها باعتبارها كانت مستعمرة فرنسية، حيث شكّلت بيئة الجزائر وعادات سكانها مادة خصبة لأشهر الأفلام العالمية. وبما أن الأهالي الجزائريين، قد اكتشفوا السينما منذ سنواتها الأولى فإنهم استغلوها كسلاح بعد اندلاع الثورة الجزائرية. لقد سعت جبهة التحرير الوطني، ابتداء من عام 1956م إلى استعمال جميع الوسائل الدعائية المتاحة من أجل التعريف بالقضية الجزائرية. وتُعد السينما أحد أهم الوسائل التي استعملت في دعم الثورة التحريرية الجزائرية، فقد تم إنجاز العديد من الأفلام السينمائية وسط الجبال تتحدث عن يوميات المجاهدين في الجبال وتمّ تسجيل لقطات لمعارك وكمائن جيش التحرير الوطني ضد العدو الفرنسي، وذلك بالاستعانة ببعض السينمائيين الأوروبيين المساندين للقضية الجزائرية من أمثال "لابودوفيتش"و"روني فوتييه". إن الأفلام المنجزة خلال تلك الفترة، تبقى من أندر وأعز الشهادات التاريخية للجزائر أثناء كفاحها التحرري، وقد ساهمت تلك الأعمال في تحسيس الرأي العام العالمي بالأساليب القمعية للجيش الاستعماري ضد الشعب الجزائري، كما أعطت مختلف لقطات الكفاح المسجلة في الأفلام صورا مؤثرة تبقى راسخة إلى الأبد، و ماثلة أمام التاريخ.

Publié dans la revue: مجلة روافد للبحوث والدراسات