تعزيز القيم الإيجابيَّة للقوميَّة والوطنية وأثرها في استقرار المجتمع في فكر بديع الزمان النُّورسي

Résumé: إنَّ الحركات الإصلاحية المعاصرة كانت وليدة بيئاتها؛ وفق مشارب أهلها؛ والظروف والملابسات التي ارتبطت بها الرُقع الجغرافية التي ظهرت بها؛ وطبيعة الشعب الساكن بها وأحواله. وهي -كما ترى- معطياتٌ كثيرة لا يمكن للداعية المسلم أن يغفلها في خطِّه لمساراته الدعويَّة. وقد عاصر النُّورسي التأثُّرَ بالدعوات القوميَّة – وهي ذات اتِّجاهاتٍ وأغراضٍ شتَّى- والتي كان لها –ضمن عوامل أخرى كثيرةٍ- آثارٌ في وحدة الأمَّة الإسلاميَّة سلبًا وإيجابًا. ولكنَّه بما فَقِهه من كنوز الكتاب العزيز كان يدرك قيمة الأرض والوطن؛ ويضعهما في تناغمٍ مع بقيَّة المحدِّدات للهويَّة التي يضبطُ نسيجَها الإسلامُ؛ فقام بترشيد المفاهيم المتعلِّقة بالقوميَّة والوطنيَّة وفق ما فهمه من آيات الكتاب العزيز؛ وعلى ذلك جاءت رسائل النُّور متكلِّمةً وموضِّحةً للإفادة من القوميَّة الإيجابيَّة، وصَهرِها في بوتقة الإسلام والوطن؛ من أجل بناء غدٍ أفضل للأوطان وللأمَّة الإسلاميَّة جمعاء. والذي يطالع كلمات النورسي في هذا المجال، يجدها صادقةً على عالم اليوم بحذافيرها، وهو ما جعلني أسعى إلى كشف منهجية كلمات النُّورسي التي وقفَتْهُ على تلك الحقائق.

Publié dans la revue: مجلة الدراسات العقدية ومقارنة الأديان