السياسة الخارجية للجزائر(1965-1978) المغرب العربي –نموذجا-
Résumé: إن البحث في موضوع السياسة الخارجية للجزائر (1965-1978) ليس بالأمر الهين على الباحثين كونها جلبت اهتمام العديد من الأكادميين , وقد حددت الدولة الجزائرية أهداف سياستها الخارجية تماشيا والظروف الداخلية والإقليمية للمنطقة خاصة بعد وصول العقيد هواري بومدين إلى الحكم . ان هذا البحث ينطلق من إشكالية محددة تتمثل في سؤال مركزي هو : الى اي مدى ساهمت محددات العمل الدبلوماسي في رسم وتطوير توجهات الدولة الجزائرية خارجيا مع دول الجوار المغاربي بين سنوات 1965-1978 ؟ وتتفرع عنه الأسئلة الفرعية الآتية :- ماهي الأبعاد المغاربية للسياسة الخارجية الجزائرية من خلال نصوص ومواثيق الدولة الجزائرية ؟ - ماهو المسار الذي سلكته الدولة الجزائرية دبلوماسيا خلال عهد الرئيس هواري بومدين في الدائرة المغاربية ؟ وما القوى المحركة للنشاط الدبلوماسي للخارجية الجزائرية في المنطقة المغاربية؟ وانعكاسات الأزمات المغاربية على إتمام المشروع المغاربي ؟ ولقد اعتمدنا على المنهج التاريخي للحفاظ على الترابط والمسار التاريخي للدراسة , كما استعملنا بعض المنهجيات المنهجية كالتحليل والمقارنة لرصد تطورات العلاقات المغاربية وقد تنوعت المادة العلمية بين المصادر والمراجع أهمها : المذكرات الشخصية كمذكرات الإبراهيمي هاجس البناء 1965-1978 وكتاب بوشعير السعيد حول النظام السياسي الجزائري, كما دعمنا البحث بالدراسات والمراجع الأجنبية ككتاب بول بالطا وروليو كلودين في استراتيجية هواري بومدين, بالإضافة إلى المقالات التي أخذت نصيبها كمقالات الصحفي مهابة احمد بمجلة السياسة الدولية الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية,اما المادة العلمية الأخيرة فقد كانت لبعض الأطروحات والمذكرات كمذكرة الطالب عزالدين بعزيز بعنوان سياسة الجزائر المغاربية بين 1962-1995 . ومن اجل الإجابة عن السؤال المركزي الذي طرحته المذكرة والأسئلة الفرعية المتولدة عنه وضعنا خطة بحث تحيط بالموضوع من جميع اطرافه, وتناولنا في الفصل الأول أهم مرتكزات الدولة الجزائرية لبناء الصرح المغاربي المشترك خاصة بعد وصول العقيد هواري بومدين الى الحكم, وقد أكدت جل خطاباته على ضرورة الوحدة المغاربية وتم تجسيد الفكرة على ارض الواقع بعقد اتفاقية إفران 1969 واتفاقية تونس 1970, كما أعلن بومدين عن ميثاق وطني بعد مرور عشر سنوات من حكم الشرعية الثورية 1976 وقد أعطى الميثاق فسحة كبيرة للتحدث عن مشروع الوحدة المغاربية, ويعتبر الميلاد الاول لتجربة الاندماج الاقتصادي المغاربي في1964)التوقيع على بروتوكول تونس (, كما أنشأت اللجنة المغاربية للسياحة 1965, وجاء بعد ذلك الفصل الثاني والذي تطرقنا فيه الى مشكل الحدود بين بلدان المغرب العربي بداية النزاع الحدودي الجزائري التونسي الذي تعود حيثياته إلى عام 1959 حول المنطقة الحدودية "233" المعروفة بالبرمة وانتهى النزاع عام 1970 بتوقيع معاهدة السلام وحسن الجوار, ويليه النزاع الحدودي الجزائري الليبي عام 1967 بعد اختراق الطيران الحربي الجزائري للفضاء الليبي بهدف التصوير والاكتشاف وكان الرد الجزائري أن المناطق المتوغل فيها أراضي جزائرية بموجب اتفاقية 1957 والموقعة بين فرنسا وليبيا إلا أن مسالة الحدود لم تأثر على العلاقات بين البلدين, ,ثم يأتي النزاع الحدودي الجزائري المغربي حول منطقة تندوف الغنية بالفحم والحديد التي انتهت بنزاع مسلح عام 1962 " حرب الرمال" وقد تم وقف إطلاق النار في أكتوبر 1963 بعد اجتماع اللجنة المكلفة بفض النزاع بباماكو لتتازم العلاقات مجددا في 1966 بعد تاميم بومدين لمنجم غار جبيلات بتندوف ولم تعرف بداية الانفراج الا سنة 1988, وقد دعا قادة المغرب العربي إلى ترجيح فكرة الوحدة المغاربية وتجلى ذلك في اتفاقية التعاون الجزائري الموريتاني 1966,زيارة بومدين إلى المغرب 1969, تنازل المغرب عن مطالبه في تندوف وبشار 1976, إلا أن النشاط الخارجي للدبلوماسية الجزائرية ليس كله نجاحات فقد قامت دول الجوار بعقد اتفاقيات ثنائية )إنشاء الجمهورية العربية الإسلامية التونسية الليبية دون تبليغ الجزائر( . وأعقبه الفصل الثالث الذي تطرقنا فيه الى قضية الصحراء الغربية كمشكل اقليمي وافريقي خاصة بعد توقيع معاهدة مدريد 1975 وإعلان الحسن الثاني للمسيرة الخضراء من اجل الدخول للأراضي الصحراوية,ومن هنا تشكلت عدة مواقف للدول المغاربية أهمها : الجزائر : أكد هواري بومدين في تصريحاته على دعم الجزائر للصحراء الغربية.ومن مظاهر هذا الدعم جعلها قضية محورية في تحركاتها الدبلوماسية . المغرب :اعتمد على مجموعة من الوثائق التي تبرر اعتراف بعض الدول بسيادته على الإقليم بريطانيا 1895 ,إلا انه في سنة 1945 أصدرت المحكمة الدولية قرار بنفي سيادة المغرب على الإقليم الصحراوي. موريتانيا : بداية دعت الى حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ,لكن سرعان ما تراجعت قرارها ووقعت اتفاقية مدريد 1975. ليبيا: دعمت ليبيا القضية الصحراوية ,كما أن معمر القذافي عارض اتفاقية مدريد تونس: التزمت تونس الحياد منذ البداية . ولاي مشكلة ذات بعد سياسي آثار فقد أدى دعم الجزائر للشعب الصحراوي الى توتر العلاقات باتهام كل من موريتانيا والمغرب الجزائر بمحاولاتها إنشاء دولة تابعة لها بهدف تحقيق معبر الى المحيط الاطلسي لا ان هذا الاتهام يفتقد الى كثير من المصداقية . وفي الختام توصلنا إلى إن الرئيس هواري بومدين كانت له الرغبة المطلقة في تحقيق مشروع وحدة المشروع العربي, لكن بعد بروز القضية الصحراوية اثرت على العلاقات المغاربية المغاربية بسبب تداخل المواقف الاقليمية
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!