أدب الخيال العلمي دراسة في رواية الخيال العلمي الإسكندرية2050 لـصبحي فحماوي

Résumé: الملخص : تهدف هاته الدراسة إلي إزاحة الغموض حول مصطلح الخيال العلمي الأدبي ، هذا الجنس الذي يكاد أن يكون منعدما في العالم العربي بالمقارنة مع تلك الإنجازات الأدبية التي تشهدها الساحة الغربية منذ أن تجلى هذا الفرع الأدبي كجنس مستقل بذاته بعيدا عن تلك الأعمال المرتبطة بالأدب الرائع أو الأدب الخيالي ، ويرجع الباحثون إن هذا الفرع الأدبي قد ظهر نتيجةً لتلك التطورات العلمية والتقنية التي ارتبطت بظهور الثورة الصناعية في أوروبا ، أما في العالم العربي فلم يظهر هذا الفرع كجنس مستقل بذاته له اسمه الخاص وأساليبه الفنية المعترف بها إلا بعد عصر النهضة الأدبية وذلك على يد مجموعة من الكتاب من بينهم مصطفى محمود في روايته بالعنكبوت والتي تعد من أولى البوادر التي تكتب في هذا المجال لتتوالى بعده مجموعة من القصص والروايات العلمية والكتابات المسرحية كذلك إذ وجد بعض الكتاب في هذا الفرع ضالتهم ومقصدهم لتقديم رؤية مرتبطة بتقدم علمي وتقني أو تحذير من عواقب قد تظهر من بعض التصرفات الخاطئة التي نقوم بها ، خاصة وأن الخيال العلمي يعتبر من أكثر الأجناس الأدبية الخاضعة لأهواء الكتّاب الذين جرّبوا الكتابة فيه. إنّه الجنس الوحيد الذي يثير الكثير من التساؤلات ويجعل النقّاد يتخبّطون في الشكّ والغموض. ويعود ذلك الى عدم توصل الدارسين الى تعريف واضح ودقيق لمفهوم الخيال العلمي ، وهذا ما لمسناه من خلال بحثنا عن تعريف الخيال العلمي ، وهنا لاحظنا أن التعريفات المرتبطة بهذا الجنس غالبا ما تأتي نتيجة لمحاولات تعريف متعدّدة ومتواصلة حسب أغراض القرّاء والكتّاب وقناعاتهم وثقافاتهم. ومثل العديد من الفروع الأدبية ، فإن الخيال العلمي معرف بتنوع مواضيعه التي تندرج غالبا ضمن مستويين خيال علمي صعب وخيال علمي لين يركز الأول على العلوم الدقيقة والثاني على العلوم الاجتماعية .ومن بين المواضيع التي يعالجها هي التحذير من مخاطر العلم والتكنولوجيا وكذلك البحث عن عوالم مستقبلية ، وخط سير هاته المواضيع ( من الواقع نحو المستقبل) ، وهو ما نجده في الرواية التي قمنا بدراستها لمعرفة أهم الخصائص الفنية المرتبطة بالبنية السردية في كتابات الخيال العلمي ، وهي الرواية المعنونة ب الإسكندرية 2050 للكاتب صبحي فحماوي وتعتبر هاته من أهم الإضافات الجديدة إلى مكتبة هذا الأدب الذي يعرف ندرة في أدبنا العربي المعاصر. وتجد الكتابات والأدبية في الخيال العلمي مجالا تمارس فيه حركيتها ونزوعها الى تحديث مكوناتها وخصائصها الفنية والموضوعية بطريقة لافتة عن المجالات الكتابية الأخرى فغالبا ما تحتوي أعمال الخيال العلمي على جرعة كبيرة من التشويق والإثارة وهذا ما يفسر إقبال العديد من القراء على هذا الجنس الأدبي الجديد في الساحة العربية .

Publié dans la revue: