الجسد و السلطة في ف لسفة ميشال فوكو

Résumé: إنّ هذا العمل المتواضع يحاول أن يطرح إشكاليّة علاقة الجسد بالسّلطة أي هل الجسد له سلطته أم أنَّ السّلطة تتملك الجسد؟،وهذا يحيل إلى طرح أسئلة فرعيّة تتمثل فيما يلي: ما هو الجسد الذي يطرحه فوكو،هل هو الجسد الطبيعيّ أم الجسد الثّقافيّ؟،ما هي السلطة في فلسفة ميشال فوكو؟،وكان لزاما أن نطرح فلسفة الجسد تاريخيا،لأجل تمييزها عن الرؤسّة الفوكوية،عند أفلاطون،والذي غيّب الجسد تماما أمام إظهاره لعظمة النّفس سواء من النّاحية الأنطولوجيّة،االمعرفيّة،السياسيّة،والجماليّة،أمّا النّظرة الفلسفيّة الديكارتية للجسد كانت مرتبكة،حيث كان ديكارت يتأرجح بين تحقيره وتغييبه للجسد مقابل إعلاء شأن النّفس تارة وتارة أخرى،كان يعترف بوجوده كشيء جوهري ممتد،وكآلة خلقها الله بقوانينها ميكانيكية المدهشة .أمّا عند سبينوزا،فالجسد يصبح مساويا للنّفس ما دام الله والطبيعة شيئا واحدا،حيث يرقى إلى مقام إلاهي لأنّه ضرب أو حال لتحقق صفة الامتداد،كصفة إلهيّة .إنّ حضور الجسد سيمتد إلى نيتشه،لكن هذا الأخير سيحضره دون اشتراط لحضور النّفس،فالجسد هو منبع إرادة القوة و رهان الإنسان الأعلى،أمّا عند ميرلو بونتي ،الجسد والذات شيء واحد مؤكدا على طرحه للجسد الخاص الحميميّ، وليس الجسد الموضوعيّ. إنّ فوكو سيطرح الجسد مغيّبا من خلال ممارسات ثقافيّة سلطويّة كعلاقات قوى أو استراتيجيات خصوصا الحداثيّة التي تستغله لأغراض اقتصاديّة سياسيّة برجوازيّة،حيث انتقلت المجتمعات من تعذيب الجسد إلى عقابه إلى تأديب كلّ الأجساد ممّا أدّى إلى ظهور السّلطة الحيويّة،وبطابعها العنصريّ.

Publié dans la revue: