أسلوب الترغيب و الترهيب في القصة القرآنية : سورة هود عليه السلام نموذجا

Résumé: موضوع الرسالة : أسلوب التّرغيب والتّرهيب في القصّة القرآنية- سورة هود نموذجا. وقد قسّمنا هذه المذكّرة إلى مقدّمة ومدخل وأربعة فصول وخاتمة.فقد أشرت في المقدمة إلى أنّ القصّة كأداة للتّعبير عن الأفكار والعواطف قد صاحبت الإنسان عبر ظروفه الزّمانية والمكانية، مثّلت شتّى معرف الإنسان المتعلّقة بالخلق والتّاريخ، والأديان والطّبيعة والعادات والتّقاليد وما إليها. المدخل فقد تناولت فيه القصّة باعتبارها كائنا معرفيا حيويا، يتحرّك بقوّة وفاعلية داخل فضاء النّص القرآني، ومستقرّة داخل هذا الفضاء كمحتوى وكأداة.في الفصل الأول تناولت فيه أغراض القصّة القرآنية، من منطلق أنّ القصّة وسيلة من وسائل القرآن الكثيرة إلى تحقيق مقاصده الدّينية، وبطريقة يؤلّف فيها التّعبير القرآني بين الغرض الدّيني والغرض الفنّي.أمّا الفصل الثّاني فقد دار حول وظيفة أسلوب التّرغيب في تهذيب النّفوس وترقيق الطّباع، على ضوء استخدامه لأدوات تعبير مختلفة أكسبت النّص القصصي روعة واستقامة، فصارت له الطّاقة المطلقة في إبراز المدركات المعقولة والمعاني الخفية، وتصوير المعاني وتجسيدها في صورة مألوفة لبيان صفتها وحالها، أو تقرير معانيها وتمكينها في النّفس.في الفصل الثّالث فيه أشرت إلى أنّ التّعبير الفنّي في منهج القصّة القرآنية، يقفز على الكثير من التّفاصيل المرتبطة بالحدث والشّخصية والزّمان والمكان، إلى حدّ التّنويع في طريقة عرض الأحداث، ورسم الشّخصيات وحذف بعض مقوّماتها، وعدم تحديد الزّمان والمكان، تحقيقا للغرض الدّيني للقصّة عن طريق الجمال الفنّي.أمّا الفصل الرّابع حاولت فيه الكشف عن الكيفية الّتي تمّ بها إبراز ذلك الجهاز المفاهيمي المتمثّل في العقيدة والشّريعة، والأخلاق والسّلوك، والمبادئ والقيم الّتي جاء بها القصص في سورة هود- عليه السّلام- عبر قناة اللّغة، وما تجمّع من حسن وجمال في حروفها وتخيير ألفاظها، وما استخدمته من تعبير بلاغي صوّرت به وقع الدّعوة على قلوب المخاطبين، فكان له تأثيره في العواطف فرغّبت ورهّبت.أما الخاتمة حيث أنّ معنى العبادة ومعنى التّشريعات والمعاملات وهي موضوعات هذه السّورة، قد شكّلت وحدة متكاملة لا تنفصل الواحدة فيها عن الأخرى، كما هي سورة هود متّحدة في مقاطعها وعناصرها.ويدخل في هذا المعنى الأسلوب الّذي عبّرت به السّورة عن هذه الحقائق، والّذي حقّق مدلولها في عالم الواقع. والنّتيجة المتوصّل إليها من خلال هذا البحث هي تعميق ارتباط الجانب الأدبي في القصّة القرآنية بالتّأثير الدّيني، واستخلاص منهج القصص القرآني في صدقه البياني وصدقه العلمي في منهجنا الصّحيح للتّعبير عن حركة الواقع وحركة المجتمع. كما أنّ القرآن الكريم جدير بالدّراسة والبحث فيه من النّاحية التّرغيبية والتّرهيبية، للكشف عمّا اتّخذا من وسائل وأساليب تربوية في مجال ضبط السّلوك والحفز على العلم والعمل معا

Publié dans la revue: